قبل أيام قليلة من انطلاق جولة ثانية مرتقبة من المحادثات بين واشنطن وطهران في العاصمة الإيطالية روما، صعّد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من لهجته تجاه إيران، ملوّحاً بتوجيه ضربة عسكرية ضد منشآتها النووية إذا لم تتخلَ عن طموحاتها النووية.
في تصريحات نارية أدلى بها خلال استقباله رئيس السلفادور نجيب أبو كيلة في البيت الأبيض، قال ترامب إن إيران تقترب من امتلاك سلاح نووي، مؤكداً أن هذا “لن يُسمح بحدوثه”. وأضاف: “إذا اضطررنا لفعل شيء قاسٍ، فسوف نقوم به، ليس فقط من أجلنا، بل من أجل العالم”، واصفاً الإيرانيين بـ”المتطرفين الذين لا يمكن أن يمتلكوا هذا النوع من السلاح”.
الرئيس الأميركي السابق أعرب عن امتعاضه من بطء وتيرة المفاوضات مع إيران، مشيراً إلى أن طهران تماطل وتبحث عن طريقة للتعامل مع واشنطن، لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن صبره ليس بلا حدود. وأكد: “أريد لإيران أن تكون دولة غنية وعظيمة، ولكن دون سلاح نووي”.
في المقابل، ردت الخارجية الإيرانية ببيان شديد اللهجة، معتبرة أن لا جدوى من الحوار في ظل استمرار الضغوط والتهديدات الأميركية. وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الجولة الثانية من المحادثات ستُعقد قريباً في روما، برعاية سلطنة عمان، بعد جولة أولى وُصفت بـ”البنّاءة” عُقدت في مسقط.
وكان البيت الأبيض قد أشاد بنتائج اللقاء الأول الذي جمع مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف بالوزير الإيراني عراقجي، بوساطة عمانية. واستمر اللقاء أكثر من ساعتين ونصف، تخلله تبادل مباشر للآراء، وأعرب الطرفان عن رغبة مبدئية في مواصلة الحوار، رغم أجواء التصعيد.
وبين التهديد بالحرب والدعوة للحوار، يبدو أن الملف النووي الإيراني يدخل مرحلة جديدة من التوتر، تضع روما في قلب مواجهة دبلوماسية قد تُحدد مستقبل العلاقات بين طهران وواشنطن.
المصدر: وكالات