في تطور لافت على مسار المفاوضات المتعثرة، كشفت حركة “حماس” عن تلقيها مقترحاً جديداً عبر الوسيط المصري يتضمن بنداً صريحاً يطالب بنزع سلاح المقاومة مقابل هدنة مؤقتة ووقف لإطلاق النار في قطاع غزة. الخطوة، التي وصفتها الحركة بالمفاجئة، لاقت رفضاً قاطعاً من قيادتها، مؤكدة أن “سلاح المقاومة خط أحمر غير قابل للنقاش”، وأن المدخل الوحيد لأي اتفاق هو وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال.
القيادي في حماس أوضح أن المقترح يتضمن تهدئة تمتد لـ45 يوماً، وإدخال مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى الإفراج التدريجي عن الأسرى، بدءاً بنصفهم في الأسبوع الأول، وصولاً إلى إطلاق جميع الأسرى الأحياء والأموات خلال 45 يوماً. غير أن إدراج بند نزع السلاح نسف إمكانية التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة.
وتواصل وفد حماس المفاوض، بقيادة خليل الحية، مع مسؤولين مصريين وقطريين في القاهرة، ضمن جهود الوساطة التي تقودها كل من القاهرة والدوحة لإنهاء الحرب على غزة، وسط ضغوط أميركية وإسرائيلية لتقليص شروط المقاومة. المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، شدد على استعداد الحركة لإبرام صفقة تبادل جادة تشمل كافة الأسرى الإسرائيليين، بشرط وقف العدوان وانسحاب الاحتلال، مشيراً إلى أن المشكلة ليست في أعداد الأسرى بل في “تنصل الاحتلال من التزاماته”.
في المقابل، تستمر إسرائيل في التصعيد، مراهِنة على نفاد الغذاء والوقود في غزة للضغط على المقاومة، بينما تتحدث وسائل إعلام عبرية عن صفقة محتملة تشمل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين أحياء مقابل ضمانات أميركية لمفاوضات مرحلة ثانية.
وسط هذا المشهد المعقّد، تتعثر مفاوضات التهدئة، فيما يواصل الاحتلال ارتكاب مجازر مدعومة أميركياً منذ 7 أكتوبر 2023، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، في كارثة إنسانية هي الأكبر بتاريخ القطاع، وسط حصار خانق ومنع شامل لدخول الغذاء والماء والدواء.
المصدر: وكالات