تتفاقم الأزمة داخل إسرائيل مع تصاعد موجة الاحتجاجات الرافضة لاستمرار الحرب في غزة، والتي بدأت تترك آثارها العميقة داخل المؤسسة العسكرية نفسها. ففي تطور لافت، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، عقد اجتماعاً عاجلاً بهدف احتواء أزمة الرسائل الاحتجاجية التي وقعها جنود الاحتياط، والتي تهدد بتوسيع حالة التمرد بين صفوف الجنود الحاليين والسابقين.
القلق يتزايد في أروقة المؤسسة الأمنية، حيث أقر زامير بفصل نحو ألف جندي احتياط من الخدمة بعد توقيعهم على عريضة تطالب بإنهاء الحرب، معتبراً أن مثل هذه الخطوة تمثل “خطراً” على وحدة الجيش ولا يمكن التهاون معها.
من جانبه، صرّح يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش، أن رسائل الاحتياط تعبّر عن فقدان الثقة ليس فقط في القيادة السياسية برئاسة نتنياهو، بل في جدوى الحرب ذاتها. وأضاف أن “شعارات مثل النصر الكامل لم تعد تخدع أحداً”، مؤكداً أن الهدف الحقيقي من استمرار الحرب هو الحفاظ على الائتلاف الحاكم، لا استعادة الأسرى.
وفي تصعيد إضافي، وقّع عشرات السفراء وكبار مسؤولي وزارة الخارجية السابقين على عريضة تطالب بالإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين حتى لو كان الثمن وقف الحرب. العريضة شددت على أن القتال لم يحقق أي تقدم في هذا الملف، مطالبة بتحرك سياسي فوري.
الاحتجاجات لم تقتصر على الداخل الإسرائيلي، إذ دعت منظمة “الصوت اليهودي للسلام” الأميركية إلى وقف تسليح إسرائيل، متهمة واشنطن بالتواطؤ في ما وصفته بـ”التطهير العرقي” للفلسطينيين في غزة.
كل هذه التحركات تشير إلى اتساع رقعة الانقسام داخل إسرائيل، وتكشف عن تصدعات غير مسبوقة في وحدة الصف السياسي والعسكري، في وقت لا تزال فيه الحرب على غزة مشتعلة دون أفق واضح للحل.
المصدر: وكالات