في خطوة تحمل أكثر من مجرد استعراض قوة، نشرت الولايات المتحدة قاذفات الشبح المتطورة “بي-2” بالقرب من إيران، كرسالة تحذيرية واضحة: الخيار العسكري حاضر إذا فشلت المفاوضات بشأن الحد من برنامج طهران النووي. هذه القاذفات القادرة على إسقاط أقوى القنابل الخارقة للتحصينات قد تبدو للوهلة الأولى قادرة على قلب المعادلة، لكن الواقع الاستراتيجي معقّد.
فبحسب خبراء عسكريين ونوويين نقلت عنهم “رويترز”، فإن أي هجوم أميركي-إسرائيلي لن يحقق سوى تعطيل مؤقت للبرنامج الإيراني، الذي تتهمه واشنطن وتل أبيب بالسعي لإنتاج قنبلة نووية، رغم نفي طهران المتكرر. بل إن مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، بتسريع تحول إيران إلى دولة نووية مكتملة.
المعضلة تكمن في “زمن الاختراق”، وهو المدة اللازمة لإنتاج مواد كافية لصنع قنبلة. ورغم أن الاتفاق النووي لعام 2015 رفع هذا الزمن إلى عام كامل، فإن انسحاب واشنطن من الاتفاق في عهد ترامب أعاد إيران إلى نقطة لا تفصلها سوى أسابيع عن هذا الإنجاز، ما لم يتم التوصل لاتفاق جديد.
لكن حتى الآن، لا تملك إسرائيل الوسائل الكافية لضرب المنشآت المحصنة بعمق مثل فوردو ونطنز، إذ أن أقوى قنابلها لا تكفي لاختراق دفاعاتها. وحدها قاذفات “بي-2” الأميركية تستطيع حمل قنبلة الـ30 ألف رطل الخارقة للتحصينات.
السيناريو الأخطر، كما يحذر خبراء، هو “اليوم التالي للهجوم”، إذ قد تطرد إيران المفتشين الدوليين وتدفن منشآتها النووية بالكامل، وتسرّع خطواتها نحو السلاح النووي. وفي ذلك، يرى البعض تكراراً لمسار كوريا الشمالية، حين طردت المفتشين ثم فجّرت أول قنبلة نووية.
إن كان الهدف من الهجوم منع إيران من حيازة السلاح النووي، فإن المخاطرة قد تأتي بنتيجة عكسية، وتُقرب أكثر من اللحظة التي يخشاها الجميع.
المصدر: وكالات