في مشهد سياسي متشابك ومشحون بالتوتر، عادت طهران لتحذر من أن المسار الدبلوماسي بينها وبين واشنطن يواجه خطر الانهيار، بسبب ما وصفته بـ”تناقضات صارخة” في المواقف الأميركية. التحذير جاء على لسان نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي لم يُخفِ استياءه من التصريحات المتضاربة الصادرة عن الإدارة الأميركية، معتبراً أنها تقوّض جهود الحوار وتزيد من تعقيد المشهد.
وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان الوكالة الإيرانية الرسمية عن جولة ثانية من المباحثات بين الجانبين، يُتوقع أن تُعقد قريباً في العاصمة الإيطالية روما. خطوة تحمل طابعاً تصالحياً على السطح، لكنها تخفي توتراً عميقاً في العمق السياسي، حيث تتقاطع الرسائل بين الرغبة في التفاوض واستمرار الضغوط.
في هذه الأثناء، وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران، في زيارة تحمل أبعاداً فنية وسياسية على حد سواء. الزيارة ترافقت مع مقابلة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية، أطلق فيها غروسي تحذيراً لافتاً، مؤكداً أن أي اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لا يتضمن مشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون “مجرد حبر على ورق”، في إشارة إلى ضرورة الشفافية والرقابة الدولية لضمان استدامة أي تفاهم.
التحركات الدبلوماسية الحالية تعكس سباقاً حساساً بين الوقت والثقة المفقودة. إيران تسعى لضمان حقوقها النووية، فيما تحاول واشنطن فرض معايير توازن بين الأمن الإقليمي وضمانات عدم التصعيد. وبين هذا وذاك، تبقى روما على موعد مع اختبار جديد للنيات، قد يحدد ملامح المرحلة المقبلة: إما انفراجة تُبنى على الثقة، أو انزلاق نحو تصعيد جديد يعيد المنطقة إلى حافة الهاوية.
المصدر: وكالات