في مشهد يعبّر عن وحدة الموقف الإنساني والبرلماني تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، انطلقت في إسطنبول، يوم الجمعة، أعمال الاجتماع التأسيسي لمجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين، بتنظيم البرلمان التركي برئاسة نعمان قورتولموش، وبحضور الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتشكل هذه المجموعة، التي تضم برلمانات من 13 دولة، منصة دائمة للتنسيق والتشاور حول سبل دعم الفلسطينيين، في وقت تتصاعد فيه الهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية. وجاءت الكلمات الرسمية لتجسد إجماعا على رفض الجرائم الإسرائيلية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
رئيس البرلمان البحريني، أحمد بن سلمان المسلم، أكد وقوف بلاده الثابت إلى جانب الفلسطينيين، مندداً بالحصار الإسرائيلي على غزة والانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين. من جانبه، وصف رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي الوضع الفلسطيني بأنه في “أخطر مراحله”، داعياً إلى تأسيس صندوق دعم للفلسطينيين وتعزيز الجهود لإعادة إعمار غزة وفق المبادرة المصرية.
أما نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري، حماد أيوب، فقد استخدم لهجة صريحة، مهاجماً ما وصفه بـ”تطهير عرقي” تمارسه إسرائيل، ومؤكداً أن الجزائر ترفض التطبيع بأي شكل من الأشكال.
النائب المصري أحمد سعد الدين وصف ما يحدث في غزة والضفة بأنه “إبادة جماعية”، مشدداً على أن مصر لن تسمح باستخدام أراضيها لتهجير الفلسطينيين، وستواصل الضغط لفتح المعابر رغم المعارضة الإسرائيلية والأميركية.
عقب الكلمات، عقدت جلسة مغلقة لصياغة بيان ختامي مرتقب، من المتوقع أن يدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه جرائم الحرب في غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى منذ أكتوبر 2023 أكثر من 167 ألفاً، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي.
ويُنتظر أن تمثّل هذه المبادرة البرلمانية نقلة نوعية في الجهود السياسية الدولية غير الحكومية، إذ تعكس إرادة الشعوب وممثليها في مواجهة الصمت الدولي وتآكل العدالة في القضية الفلسطينية، كما تُبرز دور البرلمانات كقوة ضغط أخلاقية وقانونية قد تُعيد التوازن للخطاب العالمي المنحاز، وتفتح آفاقًا لتحالفات شعبية عابرة للحدود تدافع عن حقوق الإنسان والعدالة في وجه الاحتلال.
المصدر: وكالات