في خطاب حازم يحمل رسائل متعددة الاتجاهات، شدد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، على أن سلاح المقاومة ليس مطروحاً للتفاوض أو التخلي، رافضاً أي محاولة لفرضه بالقوة أو تحت الضغط الدولي. وجاءت كلمته، اليوم الجمعة، في لحظة دقيقة تشهد ضغوطاً متزايدة تمارسها واشنطن على بيروت لتقييد دور الحزب وتجريده من قدراته العسكرية، بحجة الاستقرار الإقليمي.
قاسم لم يوارِ موقفه، بل وجهه مباشرة للداخل والخارج: “من يطالب بنزع سلاح المقاومة يخدم العدو الإسرائيلي مجاناً”، محذراً من محاولات زرع الفتنة بين المقاومة والجيش اللبناني، وهي فتنة قال إنها “لن تقع مهما تعددت المحاولات”.
وفي سياق أكثر واقعية، أعرب قاسم عن استعداد الحزب للانخراط في حوار لبناني داخلي حول الاستراتيجية الدفاعية، لكنه اشترط أن يكون ذلك بعيداً عن الابتزاز السياسي والعدوان الإسرائيلي. وأضاف: “انسحاب الاحتلال وبدء الدولة اللبنانية بإعادة الإعمار، هما مدخلان أساسيان لأي نقاش وطني مسؤول”.
أما في ما يتعلق بإسرائيل، فقد رفع قاسم سقف التحذير، مؤكداً أن المقاومة تراقب عن كثب الخروقات اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع قبل خمسة أشهر، والتي بلغت – بحسب قوله – أكثر من 2700 اعتداء. وأوضح أن الحزب لا يسعى إلى التصعيد لكنه لن يتردد في الرد حين يحين الوقت: “نمنح الدبلوماسية فرصتها، لكن هذه الفرصة ليست مفتوحة إلى الأبد… جربوا وسترون الرد”.
رسائل قاسم جاءت في توقيت دقيق يضع المقاومة في مواجهة تحديات داخلية وضغوط دولية واعتداءات متكررة، لكن رسالته كانت واضحة: “لسنا ضعفاء، ولن يسمح أحد بنزع سلاحنا”.
وتحمل تصريحات قاسم دلالات تتجاوز الرد الظرفي، إذ تعكس ثقة حزب الله بميزان القوة الذي بناه على مدار سنوات، مستنداً إلى معادلة الردع مع إسرائيل وإلى حضوره السياسي داخل لبنان، ما يجعل من سلاحه قضية سيادية في نظر أنصاره، لا يمكن فصلها عن الصراع الإقليمي، ولا عن توازنات الداخل اللبناني المتشابكة.
المصدر: وكالات