في خطوة تعكس جدية الإدارة السورية الجديدة في ملاحقة رموز النظام السابق، أعلنت السلطات اليوم عن اعتقال العميد صالح محمد البسيس، أحد كبار ضباط مخابرات النظام المخلوع بشار الأسد، والذي سبق أن شغل منصب معاون رئيس فرع المخابرات الجوية في محافظة حلب.
البيان الصادر عن محافظة دير الزور عبر “تليغرام”، كشف أن البسيس، المنحدر من قرية عياش، كان من بين الضباط الذين قادوا حملات أمنية واسعة ضد المدنيين في شمال البلاد خلال سنوات الصراع، دون الإشارة إلى تفاصيل عملية توقيفه أو توقيتها. ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها السلطات للقبض على عناصر من النظام السابق تورطوا في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
بالتوازي مع ذلك، شهد ريف درعا الشمالي تحركاً أمنياً واسعاً، حيث شنت قوات الأمن العام حملات في بلدتي موثبين ودير البخت، بهدف نزع السلاح العشوائي وملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون. ويُعتبر الجنوب السوري، خاصة درعا، من المناطق التي ظلت تشهد توتراً أمنياً حتى بعد سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024.
ورغم فتح مراكز “التسوية” التي أُنشئت لتشجيع عناصر النظام السابق على تسليم أسلحتهم والانخراط في المجتمع مجددًا، فإن رفض بعضهم لتلك المبادرات قاد إلى مواجهات مسلحة في عدة محافظات. وتؤكد هذه الحملة أن الإدارة السورية الجديدة تمضي بخطى حازمة نحو تثبيت الأمن والاستقرار، مع عدم التساهل مع من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء.
الرسالة واضحة: لا مكان في سوريا الجديدة لأولئك الذين ارتكبوا الجرائم بحق شعبها. ومع تواصل الملاحقات الأمنية، يبدو أن مرحلة جديدة من العدالة بدأت تتبلور على أنقاض إرث الاستبداد.
المصدر: وكالات