في يومٍ دامٍ جديد، أُضيفت صفحة أخرى إلى سجل المآسي في غزة، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 100 خلال 48 ساعة فقط، إثر سلسلة غارات إسرائيلية طالت مناطق مأهولة بالسكان، من خيام النازحين في المواصي غرب خان يونس، إلى مبانٍ سكنية شرقي مدينة غزة. ورغم ارتفاع حصيلة الضحايا واستمرار الكارثة الإنسانية، تصرّ حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، متجاهلةً دعوات متزايدة من الداخل والخارج لوقف إطلاق النار.
في المقابل، لم تصمت المقاومة، بل كثّفت عملياتها ضد قوات الاحتلال، حيث أعلنت كتائب القسام عن تفجير عبوات ناسفة واستهداف جرافات عسكرية في خان يونس، كما بثت سرايا القدس مشاهد لقصف تجمعات إسرائيلية في رفح. ومع تصاعد المواجهات، تتضاعف معاناة السكان في غزة، في ظل حصار خانق ومخاوف من مجاعة وشيكة، وسط تحذيرات أممية من انهيار إنساني شامل مع دخول منع المساعدات يومه الـ45.
الضفة الغربية لم تكن بمنأى عن التصعيد، حيث واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لمدن عدة بينها نابلس والخليل، بينما يتواصل القصف الأميركي على اليمن، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين، في تصعيد إقليمي مقلق.
ورغم ذلك، فإن الغضب يتنامى داخل إسرائيل نفسها، مع توقيع أكثر من 120 ألف شخص – بينهم 10 آلاف من الجيش – على عرائض تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى. إلا أن الحكومة تصرّ على خنق غزة، حيث صرّح وزير
في ظل هذا المشهد المأساوي، تواجه المستشفيات في غزة انهيارًا شبه تام، حيث أعلنت وكالة “أونروا” أن المرافق الصحية تعاني من دمار واسع ونفاد شبه كامل في الأدوية والمستلزمات الجراحية، ما يجعل إنقاذ المصابين مهمة شبه مستحيلة. ومع امتلاء غرف العمليات والمشارح، تتزايد الحاجة العاجلة لوحدات الدم، فيما تواصل فرق الإسعاف العمل في ظروف شبه مستحيلة، تحت القصف ومن دون معدات كافية.
وفي الأوساط الدولية، ترتفع الأصوات المنددة بالعدوان، لكن بلا خطوات فعلية لوقفه. فقد دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها كقوة احتلال في توفير الغذاء والخدمات الطبية للمدنيين، محذرًا من انهيار شامل للمنظومة الإنسانية في القطاع. ورغم هذا التحذير، لا تزال الحدود مغلقة والمساعدات محاصَرة، ما يترك أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون المصير وحدهم، في ظل صمت عالمي يتواصل منذ أسابيع.
المصدر: وكالات