في ظل عاصفة سياسية جديدة تهدد أركان وزارة الدفاع الأميركية، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليجدد دعمه الكامل لوزير دفاعه بيت هيغسيث، الذي بات في قلب فضيحة تتعلق بتسريب معلومات حساسة عبر تطبيق “سيغنال”. ورغم تكشف المزيد من التفاصيل المحرجة، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن ترامب “يثق ثقة مطلقة” في هيغسيث، ويدعمه بشكل كامل بعد مناقشة الأمر معه صباح اليوم.
الجدل بدأ بعدما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هيغسيث استخدم مجموعة تراسل خاصة تضم زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي، لتبادل تفاصيل دقيقة عن هجوم نفذ في مارس/آذار ضد جماعة الحوثيين في اليمن. الأمر ازداد حساسية بعدما تبين أن هذه لم تكن الحادثة الأولى، بل إن هيغسيث شارك سابقاً معلومات مشابهة مع مجموعة أخرى ضمت رئيس تحرير مجلة “ذي أتلانتيك”، عن طريق الخطأ، مما تسبب بإحراج بالغ داخل الإدارة الأميركية.
المحادثات، التي ضمت 13 شخصاً وحملت اسم “اجتماع فريق الدفاع”، تضمنت معلومات عن توقيتات الغارات الجوية وجدول تنفيذ العمليات، وهو ما أثار مخاوف جدية من خروقات لأمن الدولة، خاصة أن تطبيق سيغنال ليس مرخصاً لتبادل معلومات حساسة تتعلق بالدفاع الوطني.
تداعيات هذه التسريبات لم تتوقف عند حدود الحرج السياسي، إذ أطاحت بكبار المسؤولين في البنتاغون، بينهم دان كالدويل، المستشار المقرب لهيغسيث، الذي تم فصله، إضافة إلى إحالة اثنين من معاونيه إلى إجازة إدارية قبل أن يُقالا لاحقاً.
ورغم هذا التصعيد، يبدو أن ترامب يحاول احتواء الأزمة بإبقاء هيغسيث في منصبه، في خطوة تثير تساؤلات حول معايير المحاسبة داخل الإدارة، خصوصاً حين تتداخل الاعتبارات السياسية مع الأمن القومي.
لكن دعم ترامب العلني لهيغسيث لا يخفي القلق المتصاعد داخل أروقة واشنطن، حيث بدأت أصوات في الكونغرس تطالب بتحقيق مستقل في ملابسات التسريبات، وسط تحذيرات من أن تجاهل مثل هذه الحوادث قد يُضعف الثقة في منظومة الأمن القومي ويخلق سابقة خطيرة في تعامل القيادات العليا مع المعلومات الحساسة.
المصدر: وكالات