في ظلّ تصاعد الضغوط الميدانية والسياسية، اتجه وفد رفيع من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القاهرة لبحث مقترح هدنة طويلة الأمد، قد تصل مدتها بين 5 إلى 7 سنوات، وذلك في محاولة جديدة لإنهاء الحرب المستعرة على غزة، بحسب ما أفادت وكالة رويترز نقلاً عن مصدرين مطّلعين.
العرض المطروح، الذي لم ترد عليه إسرائيل بعد، يتضمّن وقفاً كاملاً لإطلاق النار مقابل الإفراج عن جميع الأسرى في غزة. مصادر من حماس أكدت أن اللقاءات في القاهرة ستتطرق إلى “أفكار جديدة”، وأن الوفد يضم قياديين بارزين على رأسهم خليل الحية. رغم ذلك، نفى مصدر من الحركة لاحقًا علمه بالزيارة، مشددًا على تمسك حماس بمطلب واضح: لا اتفاق دون إنهاء الحرب.
في المقابل، تواصل إسرائيل الإيحاء بأنها تمنح “فرصة إضافية” للمفاوضات، لكنها فعليًا تماطل وسط تعثر واضح في التفاهمات، وفق ما نقلته قنوات إسرائيلية. المجلس الوزاري الإسرائيلي يعقد جلسة وُصفت بـ”الحاسمة” لبحث توسيع الهجمات على غزة، بينما تصرّ تل أبيب على عروض مؤقتة، مثل هدنة الـ45 يومًا مقابل 10 أسرى فقط، وهو عرض رفضته حماس سابقًا.
الضغوط تتصاعد من داخل إسرائيل نفسها، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بإبرام صفقة شاملة تعيد الأسرى وتنهي النزاع. عائلات الجنود الإسرائيليين المختطفين اتهمت الحكومة بالخيانة، مشيرة إلى أن القيادة لم تعد تبذل الجهود الكافية.
وبينما يواصل الوسطاء، خصوصًا المصريين والأميركيين، الدفع باتجاه اتفاق يستند إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، تبقى عقبة “نزع سلاح المقاومة” نقطة خلاف جوهرية، تعتبرها حماس والفصائل الفلسطينية “خطًا أحمر لا يُمس”.
المشهد يبدو معقّدًا، والمفاوضات تدخل “مرحلة حساسة”، لكن حتى الآن لا شيء يشي بأن السلام قريب… إلا إذا قررت الأطراف كسر قواعد اللعبة.
المصدر: وكالات