وسط أجواءٍ خانقةٍ من الدخان واللهيب، اندلعت حرائق غابات هائلة قرب القدس، ما دفع السلطات الإسرائيلية إلى إعلان حالة الطوارئ وإجلاء سكان عدّة بلدات تحيط بالمدينة المقدسة. في الساعات الأخيرة، شهدت المنطقة اندفاعًا سريعًا للنيران نحو القرى الواقعة على بُعد نحو 20 كيلومترًا غرب القدس، ما استدعى تحركًا عاجلًا من الشرطة وفرق الإطفاء والإنقاذ.
بأوامرٍ مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بدأت الحكومة التنسيق مع جهات دولية لطلب المساعدة، حيث فتحت قنوات اتصال مع اليونان ودولٍ أخرى قد تساهم بطائرات إطفاء وأجهزة متخصصة لمواجهة تمدد النيران التي تهدد أرواح المدنيين وممتلكاتهم. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحرارة الشديدة المصاحبة لرياحٍ جافةٍ أسهمت في سرعة انتشار الحرائق، ما صعّب مهمة رجال الإطفاء على الأرض.
وفي بيانٍ رسمي، أعلنت الشرطة الإسرائيلية إخلاء سكان بلدات تقع بين بيت مئير وإشتاؤول ومسيلات تسيون، ضمن خطةٍ استباقية لحماية الأهالي. كما علّقت حركة القطارات في بعض المناطق المحيطة، بينما نصح مسؤولو الأمن بضرورة توخي الحذر على الطرق السريعة التي تستخدمها آليات الإطفاء والجيش.
وتبيّن أن ثلاثة من رجال الإطفاء أصيبوا إصاباتٍ متفاوتة أثناء محاولتهم إخماد النيران في جبال القدس، ما دعا السلطات إلى إعلان التعبئة العامة لكل وحدات الإطفاء، واستنفار 11 طائرة إطفاء وأكثر من مائة طاقمٍ بري من كافة أنحاء البلاد. كما انضمت وحدات من الجيش الإسرائيلي إلى جهود المهنيين، مدعمةً بخدمات لوجستية لاستمرار عمليات الإطفاء حتى ساعات المساء.
وجّه مفوض الشرطة تعليماته للاستعداد لاستقبال ظلام الليل، الذي قد يتيح للنيران الانزلاق دون رؤية، وأمر باستخدام منظومة الشرطة الجوية لرصد بؤر الحريق والتدخل المباشر. من جانبها، أكدت هيئة الإطفاء والإنقاذ أن «المعركة لم تنته بعد»، معتبرةً أن الدعم الدولي سيكون عنصرًا محوريًا في حماية محيط القدس والمناطق السكنية المتاخمة.
في خضم هذه الكارثة البيئية والإنسانية، تبقى الأولوية قصوى لإنقاذ المدنيين وتأمين سلامتهم. ومع تصاعد نداءات الاستغاثة وتزايد أعداد الحرائق، تتجه الأنظار إلى كيفية انخراط المجتمع الدولي بالدعم الفوري، لإطفاء هذا الجمر الذي يلتهم أحلام السكان ويقلب يومهم كالحريق الذي لا يرحم.
المصدر: وكالات