تعيش الشركات العالمية حالة من الترقب والقلق، مع عودة الحديث عن الرسوم الجمركية التي ارتبطت بإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي سبق أن أثارت اضطرابًا واسعًا في الأسواق العالمية.
ففي الأشهر الأخيرة، بدأت شركات كبرى حول العالم تعيد تقييم توقعاتها المالية، وتخفض طموحاتها في الأرباح، وتحذر من تصاعد التكاليف، وسط اضطرابات في سلاسل التوريد وزيادة في الغموض المحيط بالتجارة العالمية.
شركات مثل “نستله” و”يونيليفر” أشارت بوضوح إلى تراجع ثقة المستهلك، خصوصًا في السوق الأميركية. كذلك خفّضت شركات مثل “بيبسيكو” و”ثيرمو فيشر” و”أمريكان إيرلاينز” توقعاتها، نتيجة الخوف من تباطؤ الاقتصاد وارتفاع التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية.
حتى سوق الأسهم لم تكن بمنأى عن هذه التغيرات، حيث انخفضت المؤشرات وتذبذب الدولار، وسط ضبابية سياسية واقتصادية متزايدة.
في قطاع السيارات، بدأت “هيونداي” في تعديل مواقع إنتاجها، لنقل بعض خطوط التصنيع من المكسيك إلى الولايات المتحدة، تحسبًا لأي تغييرات مفاجئة في السياسات التجارية. وبدأت شركات تقنية وصناعية أخرى تعاني من تقلص هوامش الربح.
وفي مؤشر أكثر تشاؤمًا، خفضت الحكومة الألمانية توقعاتها للنمو عام 2025، لتتوقع ركودًا بدلًا من نمو طفيف، وهو ما يعكس الأثر المباشر للنزاعات التجارية على الاقتصادات الكبرى.
رغم أن بعض الشركات الكبرى ما زالت تحاول تجنب رفع الأسعار لحماية حصتها السوقية، فإن أخرى، مثل “إل جي” و”إنتربارفومز”، بدأت بالفعل بتمرير التكاليف إلى المستهلكين.
في المجمل، يبدو أن شبح سياسات ترامب التجارية لا يزال حاضرًا، ويثير القلق بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي. وبينما تستعد الأسواق لاحتمالات متقلبة، يبقى السؤال: هل نحن أمام جولة جديدة من الحروب التجارية… أم مجرد عاصفة ستمر؟
المصدر: وكالات