في مشهد مأساوي جديد، استيقظت مدينة غزة، صباح السبت، على دوي الغارات الإسرائيلية التي لم تترك للسكّان سوى الدمار والموت. طائرات الاحتلال شنّت هجمات مكثفة طالت أحياءً مأهولة، فاستشهد سبعة فلسطينيين، بينهم أطفال، وأُصيب آخرون بجروح، إثر استهداف منزلين في حيّ الصبرة ومخيم الشاطئ.
لم تتوقف المأساة عند حدود السماء، فقد فتحت المدفعية الإسرائيلية نيرانها على المناطق الشرقية للمدينة، بينما توغّلت الآليات العسكرية في أحياء مثل الشجاعية والتفاح، حيث أفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال فجّرت عددًا من المباني، في مشهد يكرّس نهج العقاب الجماعي والتهجير القسري.
في منطقة اليرموك، لم تسلم المدارس التي لجأ إليها النازحون من القصف، إذ استُهدفت مدرسة تؤوي عشرات العائلات، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، في جريمة جديدة تضاف لسجلّ الانتهاكات بحق المدنيين.
الجمعة الدامية لم تكن أقل قسوة، إذ أسفرت الهجمات عن سقوط 48 شهيدًا، بينهم 19 في غارتين استهدفتا منزلين في خان يونس جنوبي القطاع. وبحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء منذ استئناف الحرب في 18 مارس تجاوز الألفي شهيد، فيما تخطّى عدد الجرحى 4500.
الاحتلال لم يكتف بالقصف، بل يواصل سياسة التهجير القسري، إذ أصدر أوامر بإخلاء أحياء كاملة مثل التركمان والزيتون، بحجة وجود مقاومين، ما دفع الآلاف للنزوح مجددًا نحو المجهول.
في المقابل، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش بصدد توسيع عملياته، وسط تهديدات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادة الجيش بتكثيف القصف واحتلال المزيد من أراضي القطاع، فيما بدأت استعدادات لاستدعاء قوات احتياط إضافية.
هكذا تتجدّد فصول الكارثة في غزة، حيث لا ملاذ آمن، ولا وقف قريب لمأساة شعب يُحاصَر بالموت
المصدر: وكالات