لليوم الثالث والأربعين على التوالي، تتواصل فصول المأساة في قطاع غزة، حيث يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر دامية بحق المدنيين العزل. وفي أحدث حصيلة، أعلنت مصادر طبية عن استشهاد 48 فلسطينياً، معظمهم من مدينة غزة وشمال القطاع، جراء غارات جوية عنيفة استهدفت أحياء سكنية مكتظة.
المجازر الإسرائيلية لم تقتصر على شمال القطاع، بل امتدت جنوباً لتطال خان يونس، وسط اشتداد الحصار الخانق وانهيار شبه كامل للمنظومة الإنسانية. الغذاء نفد، والمياه شحيحة، والمخابز أغلقت أبوابها، فيما يواجه قرابة مليونَي فلسطيني خطر المجاعة في ظل سياسة تجويع ممنهجة، وصفها مسؤولون في غزة بأنها “كارثية وغير مسبوقة”.
إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أكد أن الأسواق خلت من المواد الأساسية، لا سيما في محافظات الجنوب، التي تحولت إلى ملاذ للنازحين الفارين من نيران الحرب. في الأثناء، يطالب برنامج الأغذية العالمي بإدخال المساعدات فوراً، محذراً من انهيار كامل للوضع الإنساني.
سياسياً، لا يلوح في الأفق أي أمل بوقف العدوان. فالإعلام الإسرائيلي كشف أن رئيس الأركان إيال زامير أقر توسيع العمليات العسكرية، بينما يخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب بحلول أكتوبر المقبل، مستبعداً أي حديث عن حل سياسي، وواصفاً فكرة الدولة الفلسطينية بـ”السخيفة”.
العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على غزة. ففي الضفة الغربية، تتواصل العملية العسكرية على جنين لليوم الـ97، في ظل حصار خانق. أما في لبنان، فقد دعا حزب الله على لسان نعيم قاسم الدولة اللبنانية إلى التحرك، محذراً من مساعي إسرائيل لإضعاف لبنان والسيطرة عليه.
وفي اليمن، اشتد التوتر مع إعلان سقوط مقاتلة أميركية خلال اشتباك مع الحوثيين، وسط استمرار الضربات الجوية الأميركية على صعدة وصنعاء، مخلفة عشرات الضحايا.
حرب شاملة تتسع رقعتها.. وغزة تدفع الثمن الأكبر، دماً وجوعاً وحصاراً.
المصدر: وكالات