في تقرير صادم، وجّهت منظمة العفو الدولية اتهاماً مباشراً لإسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية على الهواء مباشرة” في قطاع غزة، حيث يغرق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط صمت دولي يثير الغضب والاستنكار.
أنييس كالامار، الأمينة العامة للمنظمة، وصفت المشهد بأنه مأساة تُبث أمام أنظار العالم منذ 18 شهراً، حيث تُقصف المنازل، وتُبيد العائلات، وتُستهدف البنى التحتية الحيوية كالمستشفيات والمدارس، بينما تتكدس جثث الأطفال والنساء في ركام الحرب. وفي مقدمة تقريرها السنوي، قالت كالامار: “كأن العالم فقد إنسانيته… يشاهد بصمت جريمة تتكشف بكل تفاصيلها.”
التقرير رصد منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ مارس الماضي، ما أدى إلى تجويع الأطفال وحرمان المرضى من العلاج. المتحدثة باسم الأونروا، جولييت توما، أكدت أن “الحصار يقتل بصمت”، مضيفة أن غزة تحوّلت إلى “أرض قنوط”، حيث باتت آليات الإغاثة تُستخدم كسلاح في معركة البقاء.
من جانبه، دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى تحرّك دولي عاجل لوقف الكارثة، محذراً من أن الظروف التي تفرضها إسرائيل في غزة تهدد الوجود البشري نفسه هناك.
أما المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، فكشف أن أكثر من 50 موظفاً من وكالته احتجزتهم إسرائيل وتعرضوا للضرب واستخدامهم كدروع بشرية، في انتهاك صارخ لكل المعايير الإنسانية.
وبحسب التقرير، فإن 90% من سكان غزة نزحوا من منازلهم، في وقت ارتفع فيه عدد الشهداء إلى أكثر من 52 ألفاً، والمصابين إلى نحو 118 ألفاً.
ورغم هذا الواقع المرير، تصر إسرائيل على نفي الاتهامات، ووصفت تقرير العفو الدولية بأنه “أكاذيب راديكالية”، غير أن الشهادات والوقائع على الأرض تُثبت عكس ذلك، وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي صارخ: هل يظل متفرجاً؟
المصدر: وكالات