شهدت مدينة جرمانا بريف دمشق تطوراً لافتاً في مسار التوترات الأخيرة، حيث توصلت الحكومة السورية وممثلون عن المجتمع الأهلي والمحلي إلى اتفاق يهدف إلى احتواء التصعيد وحقن الدماء، بعد مواجهات دامية خلّفت ثمانية قتلى وعدداً من الجرحى.
الاتفاق، الذي نقلته وكالة “سانا”، يتضمن إعادة الحقوق وتعويض ذوي الضحايا، ومحاسبة المتورطين في الأحداث، إلى جانب الالتزام بالتهدئة الإعلامية، والحد من التجييش الطائفي والمناطقي، مع تأمين حرية الحركة بين دمشق والسويداء، وهو ما يشكل خطوة مهمة باتجاه تهدئة النفوس.
وكانت الاشتباكات اندلعت على خلفية تداول تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، نسب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، ما فجّر موجة غضب واسعة في أوساط السوريين. إلا أن التحقيقات الأولية، بحسب وزارة الداخلية، لم تثبت صحة الاتهام، في حين أكدت وزارة العدل أنها لن تتهاون في ملاحقة من تثبت مسؤوليته عن الإساءة أو التحريض.
في المقابل، شدد الزعيمان الدرزيان، حمود الحناوي ويوسف الجربوع، على أهمية الوحدة الوطنية ورفض الفتنة. وأكدا أن الفبركة والتحريض لا يخدمان إلا أعداء سوريا، داعين إلى حل الأزمة بالحكمة والعدالة.
تعزيزات أمنية طوقت أطراف المدينة في ظل تحليق طائرات استطلاع مجهولة، بينما أعلنت السلطات الأمنية مقتل اثنين من قوات الأمن، وستة مسلحين من مجموعات محلية خلال الاشتباكات. وأكدت أن جميع المتورطين سيُقدمون للقضاء دون استثناء.
بيانات صادرة عن أهالي جرمانا عبرت عن رفضها للتحريض الطائفي، مطالبة بتحقيق شفاف يضمن محاسبة كل من ساهم في الفتنة. وبينما تحاول بعض الأطراف إشعال نيران الانقسام، يبدو أن صوت العقل بدأ يستعيد زمام المبادرة، حفاظاً على ما تبقى من تماسك اجتماعي في بلد أنهكته الصراعات.
هل تود إعادة صياغة مقال مشابه حول ملف آخر في سوريا؟
المصدر: وكالات