في مشهد يعكس تعقيدات المشهد الأمني في جنوب دمشق، استعادت قوات الأمن العام السوري والجيش السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا ومدينة صحنايا بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مسلحة خارجة عن القانون. العملية، التي بدأت مساء الثلاثاء، جاءت رداً على هجمات نفذها المسلحون استهدفت نقاطاً أمنية باستخدام الرشاشات وقذائف الـRPG، وأدت إلى مقتل 16 عنصراً من قوى الأمن، وفقاً لبيان وزارة الداخلية.
لم تقتصر المعركة على الأرض، فقد تزامنت العملية مع تصعيد إسرائيلي لافت، حيث شنت الطائرات الحربية ثلاث غارات متتالية على محيط المنطقة، استهدفت مواقع لقوات الجيش السوري، وأوقعت إصابات بين المدنيين، بحسب مراسل “تلفزيون سوريا”. وزارة الداخلية السورية أكدت أن إحدى الضربات أسفرت عن مقتل عنصر أمني وإصابة آخرين.
في موازاة العمليات العسكرية، تحركت الحكومة السورية على المسار الاجتماعي لاحتواء الأزمة، فعُقد اجتماع موسع في مدينة داريا ضم مسؤولين من دمشق ووجهاء من أشرفية صحنايا ومحافظة السويداء، بمشاركة شخصيات دينية بارزة كقائد حركة “رجال الكرامة” الشيخ أبو حسن يحيى الحجار، في محاولة لحقن الدماء وتجنب مزيد من التصعيد.
ورغم إعلان الأمن استعادة السيطرة، إلا أن النزاع خلّف خسائر بشرية كبيرة، إذ استشهد أربعة مدنيين وأصيب عشرة آخرون برصاص قناصة قبل دخول القوات الأمنية. كما أدى القصف الإسرائيلي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين والعسكريين، ودفع الأهالي إلى النزوح الجماعي من المنطقة.
في خلفية هذا المشهد، يبرز الموقف الإسرائيلي الذي عبّر عنه بيان مشترك لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أكدا فيه أن إسرائيل “لن تسمح بالمساس بالدروز”، في إشارة واضحة إلى تبرير عملياتها العسكرية.
الأحداث الدامية في أشرفية صحنايا تشي بتصعيد أمني وسياسي متداخل، لا يقتصر على الداخل السوري بل يتصل مباشرة بلعبة إقليمية أكثر تعقيداً، قد يكون لها تداعيات أوسع في قادم الأيام.
المصدر: وكالات