أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الخميس، نجاحها في السيطرة الكاملة على الحرائق الضخمة التي اجتاحت المساحات الخضراء الممتدة بين مدينتي القدس وتل أبيب، بعد أكثر من 30 ساعة من اندلاع ألسنة اللهب التي التهمت نحو 24 ألف دونم من الأراضي الطبيعية.
الحرائق، التي اندلعت منذ صباح الأربعاء في الأحراج الجبلية القريبة من القدس، تحولت خلال ساعات إلى كارثة بيئية بفعل درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاتية، ما أدى إلى توسع النيران بشكل سريع وخروجها عن السيطرة لفترة طويلة. ومع تصاعد الدخان، اكتست سماء المدينة المقدسة بلون رمادي كثيف، فيما استنفرت فرق الإطفاء والإنقاذ كل طاقاتها لاحتواء الموقف.
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها هيئة البث الرسمية والقناة 12، شارك في عمليات الإخماد أكثر من 120 طاقماً، عملوا بشكل متواصل وسط تضاريس وعرة وظروف مناخية معقدة، فيما أخلت السلطات مناطق سكنية مجاورة كإجراء احترازي لحماية الأرواح.
وأكدت هيئة الإطفاء مساء اليوم السيطرة التامة على النيران، معلنة تشكيل طاقم تحقيق خاص للبحث في ملابسات اندلاع الحريق، وسط تساؤلات متزايدة حول أسباب الكارثة، وما إذا كانت نتيجة إهمال بشري أو بفعل فاعل.
الحريق أعاد إلى الواجهة هشاشة البنية البيئية في تلك المناطق، كما سلط الضوء على التحديات التي تواجه إسرائيل في التعامل مع ظواهر الطقس المتطرفة وتغير المناخ، التي باتت تضرب المنطقة بوتيرة متصاعدة.
ورغم إعلان السيطرة، فإن تبعات الحريق لا تزال مستمرة، وسط خسائر كبيرة في الغطاء النباتي والحياة البرية، وقلق من تكرار مثل هذه الكوارث في ظل غياب تدابير وقائية فعالة.
المصدر: وكالات