في مشهد يصفه بالفزع، أطلق المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، نداءً عاجلاً لإنقاذ ما تبقى من حياة في قطاع غزة، مؤكدًا أن أكثر من مليوني إنسان هناك يعانون الجوع، وسط عجزٍ أممي عن إيقاف كارثة إنسانية تتسارع فصولها.
وفي حديثه لقناة الجزيرة، شدد دوجاريك على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار، معتبرًا أن إدخال المساعدات الإنسانية “حق لا يقبل التفاوض”، داعيًا إسرائيل – بصفتها قوة احتلال – إلى تسهيل وصول تلك المساعدات. لكنه أشار بأسى إلى أن تل أبيب لا تقوم بواجبها، مضيفًا أن كل إنسان يستحق أن يحيا بكرامة.
ورغم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات، فإن دوجاريك أقرّ بالعجز المؤسسي، قائلاً بوضوح: “لا سلطة للأمين العام لمحاسبة الدول على خرقها للقانون الدولي”. ورغم ذلك، أكد عزم المنظمة على البقاء في غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات منذ مطلع مارس، ما فاقم منسوب الجوع والمرض بين السكان.
في موازاة ذلك، شددت حركة حماس في بيان لها على أن المجاعة باتت واقعًا مريرًا في القطاع، حيث تُستخدم سياسة “التجويع الممنهج” كأداة حرب، مطالبة المجتمع الدولي بكسر الصمت والضغط الفوري لإنهاء الحصار.
وتأتي هذه الكارثة وسط حملة إبادة تشنها إسرائيل، بدعم أميركي، منذ السابع من أكتوبر 2023، أسفرت عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن تدمير منازل نحو 1.5 مليون فلسطيني.
ثمانية عشر عامًا من الحصار، وآلاف الأرواح أُزهقت، والعالم لا يزال يتلكأ في الرد. صرخة الأمم المتحدة اليوم ليست مجرد تصريح، بل شهادة على فشل النظام الدولي في حماية أبسط حقوق البشر. فهل يُسمع هذا النداء؟
المصدر: وكالات