في تصعيد لافت، شهدت سماء اليمن فجر السبت موجة غارات جوية أميركية استهدفت محافظات الجوف وعمران وبني حشيش قرب صنعاء، ضمن سلسلة من الهجمات المتواصلة التي أوقعت ضحايا وخلفت دماراً في مناطق مأهولة. ووفقاً لوسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي، فقد شنّ الطيران الأميركي 12 غارة على مديريات مختلفة شمال البلاد، في وقتٍ تتصاعد فيه حدة الاشتباك بين الولايات المتحدة والحوثيين.
الغارات تأتي بعد إعلان الحوثيين أن القوات الأميركية نفذت منذ منتصف مارس الماضي نحو 1300 هجوم جوي وبحري على اليمن، مما أسفر عن مئات الضحايا بين المدنيين، في إطار ما تسميه واشنطن “ردع التهديدات في البحر الأحمر”.
لكن الرد الحوثي لم يتأخر. فمع الساعات الأولى من السبت، أعلنت إسرائيل رصد صاروخ باليستي قادم من اليمن، مشيرة إلى أن دفاعاتها الجوية تحركت لاعتراضه. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الصاروخ كان موجهاً نحو القدس وتل أبيب الكبرى، ما دفع إلى إطلاق صفارات الإنذار في عدد من المدن.
ويعد هذا الهجوم الثالث خلال 48 ساعة، بعد أن أعلنت جماعة الحوثي الجمعة مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين باتجاه قاعدة رامات ديفيد الجوية ومنطقة تل أبيب، في رسالة واضحة مفادها أن الرد لن يكون مقتصراً على البحر.
هذه الضربات الحوثية تأتي في سياق الرد على الدعم الأميركي غير المحدود لإسرائيل، التي تخوض حرباً دموية ضد غزة منذ 7 أكتوبر 2023. الحرب خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال آلاف المفقودين تحت الركام.
ورغم تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقضاء على الحوثيين، يبدو أن الجماعة اختارت التصعيد، معلنة أن ردها لن يتوقف ما دامت إسرائيل تواصل حربها، وأميركا تدعمها بلا شروط.
المصدر: وكالات