في تصعيد جديد يُنذر بتوسّع رقعة الحرب الروسية الأوكرانية، تبادلت موسكو وكييف خلال الساعات الماضية ضربات جوية كثيفة باستخدام مئات الطائرات المسيّرة، وسط دويّ الانفجارات وحرائق اشتعلت في مواقع مدنية وعسكرية على جانبي الجبهة. في الوقت ذاته، أقرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب صفقة عسكرية ضخمة لأوكرانيا، في خطوة تعكس استمرار التورّط الأميركي في الصراع رغم انتقاد ترامب المعلن للدعم السخي الذي قدمته إدارة سلفه جو بايدن.
بحسب وكالة رويترز، أطلقت روسيا الليلة الماضية هجوماً ضارياً تضمن صاروخين و183 مسيّرة، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 170 مسيّرة أوكرانية و14 زورقاً بحرياً مسيّراً، معظمها استهدف مناطق حساسة قرب البحر الأسود. وقد أعلن عمدة نوفوروسيسك حالة الطوارئ بعد هجوم مكثف بالمسيّرات.
على الأرض، لم تسلم المدن الأوكرانية من النيران الروسية، حيث شهدت خاركيف وخيرسون قصفاً عنيفاً خلّف عشرات الجرحى، بينهم طفل، ودماراً واسعاً في البنية التحتية. كما سُجّل سقوط قتيل في خيرسون نتيجة قصف جوي ومدفعي. في زاباروجيا، أصيب أكثر من 20 شخصاً في هجوم منفصل، ضمن سلسلة ضربات أودت بحياة العشرات خلال الأسابيع الماضية.
وفي سياق متصل، وافقت واشنطن على صفقة بقيمة 310 ملايين دولار تشمل قطع غيار وخدمات صيانة وتدريب لمقاتلات F-16 التي تسلمتها أوكرانيا سابقاً. وزارة الخارجية الأميركية أكدت أن الصفقة تهدف لتعزيز قدرة كييف على التصدي للتهديدات، في إطار شراكة عسكرية متنامية.
الصفقة الجديدة، التي ستُموّل من قبل أوكرانيا، تأتي بعد توقيع “اتفاقية المعادن النادرة” بين كييف وواشنطن، وهو ما اعتبره ترامب خطوة لاستعادة جزء من الأموال التي أنفقتها إدارة بايدن على الحرب.
في ظل هذا المشهد المحتدم، يظل أمل وقف إطلاق النار معلقاً، إذ تصر كييف على هدنة مؤقتة، بينما ترفض موسكو أي تهدئة دون “تسوية حقيقية” لنقاط الخلاف.
المصدر: وكالات