في فجر دامٍ جديد، استشهد 17 فلسطينياً، بينهم ثلاثة أطفال، جرّاء قصف إسرائيلي طال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ليضافوا إلى أكثر من 50 شهيداً خلال 24 ساعة من التصعيد الدموي، ضمن مسلسل المجازر المتواصلة منذ نحو 19 شهراً.
استهدفت غارات الاحتلال منازل المدنيين ومناطق مكتظة بالسكان، بينها “بطن السمين” في خان يونس، ومخيم جباليا شمالاً، ومخيم البريج وسط القطاع. حتى “تكايا الطعام” لم تسلم، حيث قصفت طائرة مسيّرة موقعاً لتوزيع الطعام على النازحين في حي الشيخ رضوان، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
وفي بلدة بيت لاهيا، فقدت عائلة كاملة حياتها إثر استهداف بيت عزاء، بينما استشهد سبعة آخرون من عائلة “أبو زينة” بعد قصف منزلهم في مخيم البريج. أما حي الزيتون وقيزان النجار، فقد شهدا هجمات أودت بحياة فلسطينيين وأصابت آخرين، بينهم أطفال ونساء.
لكن الجريمة لا تقتصر على القصف فقط؛ فالاحتلال يشن حرباً موازية أكثر خنقاً: حرب تجويع ممنهجة. فقد دمّر جيش الاحتلال مخابز، وتكايا، وآبار مياه، ومزارع، ومخازن غذائية، ومنع دخول المساعدات، في محاولة لفرض واقع من المجاعة على أكثر من 2.4 مليون مدني.
وفي ظل هذا الجحيم، استغلت فئات خارجة عن القانون الفراغ الأمني الذي خلّفته الهجمات، ونفذت اعتداءات وسرقات أثارت الذعر. وقد كشفت وزارة الداخلية في غزة أن ضابطاً وطفلاً استُشهدا إثر استهداف قوة أمنية خلال ملاحقتها لمخربين.
الاتفاق السابق لوقف إطلاق النار انهار سريعاً، بعدما تنصّلت إسرائيل من التزاماتها، لتُعيد فتح أبواب الجحيم على غزة من جديد. وبحسب تقارير دولية، يعيش السكان في أوضاع إنسانية كارثية، وسط صمت عالمي وتواطؤ مكشوف.
إن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل إبادة جماعية ممنهجة، تجري على مرأى العالم وبدعم أميركي مطلق، حاصدة حتى الآن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.
المصدر: وكالات