في خطوة غير مسبوقة، أعلنت شركة دولينجو Duolingo عن إطلاق 148 دورة جديدة لتعلم اللغات، ما يعد أكبر توسع في تاريخ المنصة منذ تأسيسها. وبهذا الإنجاز، تضاعف عدد الدورات المتاحة على التطبيق، وتتاح الآن فرص تعلم أكبر لأكثر من مليار مستخدم حول العالم.
توسع تاريخي مدعوم بالتكنولوجيا الحديثة
استغرقت الشركة 12 عامًا لتطوير أول 100 دورة. لكنها اليوم، وبفضل أدوات التطوير الحديثة، تمكنت من إطلاق 148 دورة جديدة خلال أقل من عام. يعود الفضل في هذا الإنجاز إلى استثمار الشركة في الأتمتة وأنظمة المحتوى المشترك، التي مكّنت الفرق من بناء دورة أساسية ثم تخصيصها لعشرات اللغات بسرعة وكفاءة.
دعم شامل لأكثر اللغات شعبية في العالم
تشمل التحديثات الجديدة توسيع نطاق أكثر اللغات شعبية على المنصة، مثل الإسبانية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، اليابانية، الكورية، الصينية (الماندرين). وباتت هذه اللغات متاحة الآن لجميع المستخدمين الذين يستخدمون لغات واجهة مختلفة، مما يفتح المجال أمام أكثر من مليار متعلم محتمل حول العالم.
تغطية عالمية تشمل آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا
شمل التوسع الجديد مناطق جغرافية متعددة، مع تركيز واضح على تلبية الطلب المتزايد على تعلم اللغات الآسيوية. ففي أمريكا اللاتينية، أصبح بإمكان المتحدثين بالإسبانية والبرتغالية تعلم اليابانية والكورية والصينية للمرة الأولى. أما في أوروبا، فقد أُتيحت الدورات الجديدة لمتحدثي 15 لغة أوروبية، من بينها الفرنسية، الألمانية، والإيطالية، مما وسع من خيارات التعلم بشكل كبير.
وفي آسيا، شهدت المنصة تطورًا لافتًا، حيث بات بإمكان المتحدثين بلغات مثل الهندية، الفيتنامية، التايلاندية، البنغالية، والتاميلية الوصول إلى دورات متعددة تشمل الإسبانية، الفرنسية، والألمانية، بعد أن كان المحتوى التعليمي سابقًا يقتصر في الغالب على اللغة الإنجليزية.
محتوى مبتدئ مع خطط للتوسّع في المستويات المتقدمة
تركز معظم الدورات الجديدة على المستويات المبتدئة A1 وA2، وذلك وفقًا للإطار الأوروبي المرجعي المشترك لتعليم اللغات (CEFR). وتشمل هذه الدورات ميزات تفاعلية تساعد المتعلمين على التطور بشكل عملي وسلس. من بين هذه الميزات، نجد قصص Duolingo التي تُسهم في تعزيز مهارات القراءة، وراديو DuoRadio الذي يهدف إلى تحسين مهارات الاستماع من خلال محتوى صوتي ممتع. ومن الجدير بالذكر أن الشركة أعلنت عن خطط لطرح محتوى خاص بالمستويات المتقدمة بشكل تدريجي خلال الأشهر المقبلة.
نظام “المحتوى المشترك” لتسريع إنتاج الدورات
ابتكرت Duolingo ما يُعرف داخليًا باسم “نظام المحتوى المشترك“، الذي يسمح بإنشاء دورة أساسية واحدة ثم تخصيصها بسهولة للغات متعددة. هذا الأسلوب وفر الوقت والجهد، وساهم في رفع كفاءة الفرق العاملة.
تركيز أكبر على الجودة بدلاً من العمل اليدوي
أكدت “جيسي بيكر”، مديرة تصميم التعليم في الشركة، أن فرق العمل باتت تركز الآن على تحسين جودة الدورات بدلًا من استهلاك الوقت في إنتاجها يدويًا. وأشارت إلى أن كل دورة جديدة تمر بعمليات مراجعة دقيقة لضمان توافقها مع معايير Duolingo الصارمة.
سياسة “التركيز على التكنولوجيا” تغير نمط العمل الداخلي
جاء هذا الإعلان بعد مذكرة من المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي “لويس فون آن”، أكد فيها أن الشركة تتجه إلى أن تكون “مبنية على الذكاء الاصطناعي” في كل مراحلها. وأوضح أن عملية التوظيف وتقييم الأداء ستأخذ بعين الاعتبار مدى قدرة الفرق على أتمتة المهام.
ورغم ذلك، شددت الشركة على أنه لا توجد نية لتقليص عدد الموظفين الدائمين، وأن التغييرات في فرق العمل المؤقتة سيتم التعامل معها بحذر وعلى أساس كل حالة على حدة.
مستقبل التعليم الذكي عبر التكنولوجيا
في تعليقه على الخطط الجديدة، أوضح المتحدث باسم الشركة “سام دالسيملر” أن Duolingo لطالما سعت لتقديم تجربة تعليم تضاهي جودة المعلم البشري. كما أشار إلى أن هذا الهدف أصبح ممكنًا بفضل التطورات الأخيرة في التقنيات التعليمية. وبين أن الشركة تعمل باستمرار على مراجعة وتحديث أنظمتها لضمان تقديم محتوى فعال ومواكب للتطورات. كما شدد على التزام Duolingo الصارم بتطبيق معايير الجودة الأوروبية CEFR عند تصميم وتقييم الدورات. هذا يضمن تحقيق أفضل تجربة تعلم ممكنة للمستخدمين حول العالم.