في تصعيد لافت يُنذر بتعقيدات أعمق في المشهد اليمني، شنت القوات الأميركية، فجر الأحد، سلسلة غارات جوية عنيفة على عدة محافظات يمنية، مستهدفة مواقع في صعدة والحديدة ومأرب والجوف، في إطار حملة عسكرية متواصلة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين).
ووفقًا لوسائل إعلام تابعة للجماعة، نفذت المقاتلات الأميركية 26 غارة خلال ساعات الفجر الأولى، حيث استُهدفت منطقة طخية في مديرية مجز بصعدة بـ8 غارات، تلتها 3 غارات على مديرية سحار. وفي محافظة مأرب، شنت الطائرات الأميركية ضربات على منطقة براقش في مديرية مجزر، تكررت لاحقًا بـ3 غارات إضافية، بعد قصف أولي بـ5 غارات.
الغارات لم تقتصر على صعدة ومأرب، بل امتدت إلى محافظة الجوف، حيث استهدفت مديرية الحزم بـ10 غارات، في حين طال القصف منطقة رأس عيسى الساحلية في الحديدة بغارتين.
هذا التصعيد الأميركي جاء بعد يوم واحد فقط من إعلان الحوثيين استهداف إسرائيل بصاروخ باليستي انطلق من الأراضي اليمنية نحو القدس والبحر الميت، دون تسجيل إصابات، لكنه سبّب حالة إنذار في أنحاء واسعة من إسرائيل.
كما أكدت الجماعة أنها أطلقت في اليومين السابقين صواريخ بعيدة المدى استهدفت قاعدة رامات ديفيد وتل أبيب، ما يشير إلى اتساع رقعة الصراع وتداخله مع الحرب الجارية في غزة.
الهجمات الأميركية ليست جديدة، فقد استأنفت واشنطن غاراتها على اليمن منذ منتصف مارس الماضي، عقب أمر مباشر من الرئيس دونالد ترامب بشن “هجوم كبير” على الحوثيين، مع التهديد بـ”القضاء التام” عليهم، وهو ما لم يوقف الهجمات اليمنية على إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر.
وفي ظل استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل، تزداد الضربات الجوية كثافة، بينما تؤكد جماعة الحوثي أنها ترد على ما تسميه “حرب الإبادة” في غزة، والتي حصدت أرواح أكثر من 170 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح منذ أكتوبر الماضي.
المصدر: وكالات