في تقرير يكشف أبعادًا جديدة للعلاقة الأمنية بين تل أبيب وواشنطن، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، صحة ما أوردته واشنطن بوست بشأن وجود تنسيق سري بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي المُقال مايكل والتز، حول الموقف من إيران.
ووفقًا للتقرير الأمريكي، فإن والتز تبنى رؤية نتنياهو بوجوب توجيه ضربة عسكرية لإيران، وهو ما أثار غضب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأدى إلى إقالته بعد أقل من أربعة أشهر على تعيينه. اللافت أن والتز لم يُبعد تمامًا، بل نُقل مباشرة إلى موقع حساس آخر كمندوب للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، بانتظار تصديق مجلس الشيوخ.
وبينما نفى نتنياهو أي تنسيق مباشر مع والتز، فإن يديعوت أحرونوت أشارت إلى أن مكتبه لم ينكر وجود محادثات غير مباشرة بين الرجلين. كما لفتت إلى أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، أجرى زيارات متكررة إلى واشنطن والتقى كبار المسؤولين الأمريكيين خلال نفس الفترة، مما يعزز من احتمالات التنسيق المسبق.
التقرير أثار قلقًا داخل الأوساط الدبلوماسية الإسرائيلية، حيث تخشى شخصيات بارزة أن يُنظر لإسرائيل على أنها تحاول دفع إدارة ترامب نحو خيار عسكري مع طهران، بما يسيء لصورتها ويهدد توازن العلاقة مع الحليف الأمريكي. كما أشار التقرير إلى أن التوترات بين الجانبين لا تقتصر على هذه القضية، بل تمتد إلى ملفات مثل الاتفاق النووي الإيراني، وسحب القوات الأمريكية من سوريا، والتقارب مع تركيا.
ختامًا، ترى يديعوت أحرونوت أن إقالة والتز تمثل ضربة لإسرائيل، إذ كان يُعدّ من أبرز مناصريها داخل البيت الأبيض، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة الأمنية بين الطرفين في ظل تزايد التعقيدات الجيوسياسية.
هل دخلت العلاقة الأمريكية الإسرائيلية منعطفًا حرجًا؟
المصدر: وكالات