في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي مايكل والتز، بعد تصاعد الخلافات بينهما بشأن ملفات حساسة، أبرزها التنسيق غير المعلن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ضربة محتملة ضد إيران. صحيفة واشنطن بوست كشفت كواليس القرار، موضحة أن الإقالة لم تكن وليدة لحظة، بل نتيجة تراكمات وخلافات سياسية وأمنية.
أحد أبرز أسباب الغضب الرئاسي كان ميل والتز لتبني مواقف نتنياهو الداعية إلى تصعيد عسكري ضد إيران، وهي رؤية لم تلقَ قبولاً لدى ترامب الذي بدا أكثر حذراً في هذه المرحلة، رغم تصريحاته النارية المعتادة. ورأت مصادر في البيت الأبيض أن والتز تجاوز الخط الأحمر حين نسق مباشرة مع الإسرائيليين دون علم أو إذن مباشر من الرئيس، ما أثار الشكوك بشأن ولائه الكامل لتوجهات الإدارة.
ورغم محاولات بعض الشخصيات البارزة، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، للتوسط وبذل جهود لإنقاذ موقع والتز، فإن قرار الإقالة كان قد اتُخذ بالفعل، خاصة بعد ما سمي بـ”فضيحة سيغنال”، حين أضاف والتز صحفياً إلى محادثة خاصة حول قضايا أمنية حساسة.
مصادر في الإدارة أكدت أن تعيين والتز كان منذ البداية محاطاً بالتساؤلات، فبينما عرف بولائه السياسي لترامب، كانت رؤاه الخارجية تميل إلى التشدد، وخصوصاً في ملفات مثل روسيا وإيران. على سبيل المثال، فضّل والتز سياسة متشددة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما كان ترامب يفضّل لغة الصفقات والدبلوماسية الهادئة، معتمداً على مبعوثين مقربين مثل صديقه ستيف ويتكوف لترتيب اللقاءات خلف الكواليس.
بهذه الإقالة، يُعاد تشكيل دائرة القرار الأمني في البيت الأبيض، وسط تساؤلات عن مدى انسجام الإدارة مع نفسها، في ظل توترات دولية متصاعدة، وملفات ساخنة لم تُحسم بعد.
المصدر: وكالات