في تصريحات أثارت موجة من الغضب والاستنكار، دعا وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى تشديد الحصار على قطاع غزة عبر استخدام سلاح التجويع كأداة للضغط على السكان، ودفعهم نحو التهجير القسري.
الوزير المنتمي لحزب “قوة يهودية” المتطرف، قال خلال مقابلة مع القناة السابعة الإسرائيلية إن “لا مانع من قصف مخازن الوقود والغذاء، بل يجب على الغزيين أن يجوعوا”، مضيفاً أن الحديث عن إدخال مساعدات إنسانية “يُضعف القدرة القتالية” ويتنافى مع “الأخلاق اليهودية”، بحسب زعمه.
أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة
تزامنت تصريحات إلياهو مع واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة. ففي الوقت الحالي، يعاني أكثر من 2.4 مليون فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء. وبالإضافة إلى ذلك، تجاوزت نسبة النزوح الجماعي 90% من السكان. كما انتشرت الأمراض بسرعة داخل ملاجئ مكتظة، فيما يجبر آلاف الأشخاص على البقاء في العراء دون مقومات الحياة الأساسية.
ومنذ مارس الماضي، أغلقت إسرائيل المعابر، مانعة دخول المساعدات التي تشكل شريان الحياة للفلسطينيين، ما أدى إلى تفاقم غير مسبوق في الأزمة، بحسب تقارير أممية وبيانات البنك الدولي.
دعوات علنية للتهجير القسري وتبني خطة “الخروج التدريجي”
وزير التراث لم يكتفِ بالتحريض على التجويع، بل دعا أيضاً إلى دعم خطة للتهجير الجماعي. وأعتبر أن “من يخشى على حياته فعليه أن يغادر غزة”، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية ينبغي أن تتبنى هذا البرنامج “وتنفذه تدريجياً”.
استغلال “الدعم الأميركي” للضغط على المدنيين
وفيما عبّر عن أمله في “حسم المعركة” ضد من وصفهم بـ”العدو”، دعا إلياهو إلى استغلال “الدعم الأميركي اللامحدود”. وشدد على أن أي محاولة لإضعاف حماس يجب أن تمر عبر الضغط على المدنيين أنفسهم، الذين –على حد تعبيره– “يمنحون الحركة قوتها”.
دعوات تحريضية تضع إسرائيل تحت مجهر القانون الدولي
تلك التصريحات، التي تتقاطع بوضوح مع خطاب عنصري وعدائي، تضع إسرائيل تحت مجهر القانون الدولي. وتثير تساؤلات حادة حول صمت المجتمع الدولي إزاء دعوات لإبادة جماعية وتهجير قسري تنطلق من داخل حكومة دولة تدّعي الديمقراطية.
في النهاية، تعكس تصريحات الوزير الإسرائيلي تصعيدًا خطيرًا في الخطاب الرسمي. كما أنها تسلط الضوء على السياسات التي تهدد بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة. وبينما يصمت المجتمع الدولي، يبقى مصير الملايين معلقًا بين الحصار والدعوات الصريحة للتهجير.