في حادثة هي الثانية خلال أسبوع واحد، سقطت مقاتلة أميركية من طراز “إف-18” في مياه البحر الأحمر، بعدما انحرفت عن مدرج حاملة الطائرات “هاري إس ترومان”، المثبتة في قلب التوترات المتصاعدة قبالة السواحل اليمنية. الحادث وقع الثلاثاء، وأكده مسؤولان أميركيان لوكالة رويترز، مشيرين إلى أن الطائرة لم تتمكن من التوقف بالشكل السليم بعد هبوطها، مما أدى إلى انزلاقها وسقوطها في المياه.
إنقاذ الطيارين وإصابات طفيفة
الطياران تمكنا من القفز بالمظلات قبل لحظة الاصطدام، وتم إنقاذهما على الفور عبر مروحية تابعة للبحرية الأميركية. وقد تبين أن الإصابات طفيفة، في حين لم يُسجل أي أذى لطاقم المدرج. ورغم حساسية الحادث، لم تصدر البحرية الأميركية حتى الآن أي بيان رسمي، ما يزيد من حدة الغموض والتكهنات.
تكرار الحوادث يثير القلق
الواقعة تأتي بعد أيام فقط من سقوط مقاتلة أخرى من نفس النوع ومن نفس الحاملة، ما يطرح تساؤلات جدية حول كفاءة العمليات والإجراءات الفنية والأمنية المعتمدة على متن “هاري إس ترومان”، خصوصاً أن تكلفة المقاتلة الواحدة تتجاوز 60 مليون دولار، وتعدّ هذه الحوادث نادرة في ظروف التشغيل الاعتيادية.
اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة عمانية
في سياق متصل، أعلنت سلطنة عمان عن نجاح اتصالاتها مع واشنطن وجماعة الحوثي في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في محاولة لتهدئة التوتر الذي تصاعد منذ منتصف مارس، حيث شنّت الولايات المتحدة أكثر من 1300 غارة وقصف بحري على اليمن، مخلفة مئات الضحايا المدنيين، حسب ما أفادت به الجماعة.
تصعيد عسكري حوثي في وجه إسرائيل
ورداً على ذلك، صعّد الحوثيون من عملياتهم العسكرية، مستهدفين مواقع داخل إسرائيل وسفن متجهة إليها عبر البحر الأحمر، في وقت تتواصل فيه حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، والتي أسفرت، بدعم أميركي كامل، عن أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
أبعاد تقنية وعسكرية للأزمة
الحادث الجوي الجديد يضيف بعداً تقنياً وعسكرياً لأزمة مشتعلة أصلاً، ويكشف عن هشاشة العمليات في منطقة باتت أحد أكثر بؤر التوتر سخونة في العالم.