لطالما اعتبر المستثمرون أن ارتفاع مؤشر “في آي إكس” (VIX)، المعروف بـ”مؤشر الخوف”، مؤشرًا على قرب انهيار سوق الأسهم. غير أن الواقع يُظهر أن هذا الانطباع الشائع لا يستند دائمًا إلى وقائع دقيقة، بل كثيرًا ما يخالفه أداء السوق الفعلي.
ما هو مؤشر VIX ولماذا يُسمى مؤشر الخوف؟
في تقرير تحليلي نشرته وكالة بلومبيرغ، أشار الكاتب نير قيسار إلى أن مؤشر VIX لا يُعبّر عن اتجاه السوق صعودًا أو هبوطًا، بل يقيس فقط درجة التقلّب المتوقعة في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” خلال الثلاثين يومًا المقبلة. وبعبارة أخرى، هو مقياس لشدة الحركة، لا لوجهتها.
أمثلة من التاريخ: عندما ارتفع VIX ولم ينهار السوق
خذ على سبيل المثال قفزة المؤشر إلى 52 نقطة في أبريل الماضي، بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة. ورغم هذا الرقم القياسي، وهو من بين الأعلى في تاريخ المؤشر منذ إنشائه عام 1990، فإن السوق لم ينهار؛ بل ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 13% خلال الأسابيع التالية.
تحليل البيانات: العلاقة بين VIX والتقلّب الفعلي
البيانات التاريخية تدعم هذا التباين بين الانطباع والحقيقة: فمنذ عام 1990، كان ارتباط VIX بالتقلّب الفعلي قويًا (0.69)، لكن علاقته باتجاه السوق ضئيلة للغاية (0.1 فقط). بل إن ارتفاع المؤشر ربغالبًا ما يتبع الهبوط، لا يسبقه، ما يعني أن الخوف يظهر بعد الانخفاض، لا قبله.
لماذا لا يمكن الاعتماد على الخوف وحده للتنبؤ بالهبوط؟
ومن اللافت أن السوق ارتفع في 68% من الحالات التي سجل فيها VIX أعلى مستوياته، وهي نسبة مقاربة لفترات انخفاض المؤشر. ما يعني أن “الخوف” ليس دليلًا كافيًا لتوقّع الهبوط.
الوضع الحالي: قراءة في مستويات VIX اليوم
اليوم، يبلغ VIX نحو 24 نقطة، أعلى من المتوسط التاريخي (19 نقطة)، لكنه بعيد عن ذروته الأخيرة. ومع استمرار حالة الضبابية بسبب السياسات الاقتصادية، يبدو أن الأسواق ستبقى عرضة للتقلّب. غير أن الرسالة الأهم للمستثمرين هي: لا تدعوا “الخوف” يخدعكم.
الرسالة للمستثمرين: تجاوز الخوف
الرسالة الأهم للمستثمرين هي: لا تدعوا “الخوف” يخدعكم. فمؤشر VIX أداة لقياس التقلّب، لا للتنبؤ بالاتجاه. لذا، من الضروري فهم السياق الأشمل وعدم الانسياق وراء الانطباعات السطحية.