في عملية وُصفت بالنوعية والمباغتة، أعلنت كتائب عز الدين القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – عن تفجير حقل ألغام في وجه قوة إسرائيلية متوغلة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود. وأضافت الكتائب أنها استهدفت الموقع بعد ذلك بوابل من قذائف الهاون، مؤكدة رصدها لهبوط مروحيات إسرائيلية لإجلاء المصابين وسحب آلية مدمرة من المكان.
ضربة جديدة للجيش الإسرائيلي
العملية تشكل ضربة جديدة للجيش الإسرائيلي، الذي يعاني من خسائر متزايدة منذ بدء عدوانه على غزة في 7 أكتوبر 2023. ووفقاً لإحصاءات رسمية صادرة عن الجيش، فقد لقي 854 ضابطاً وجندياً حتفهم، بينهم 413 خلال المعارك البرية، بينما تجاوز عدد المصابين 5800، أُصيب أكثر من 2600 منهم في الاشتباكات المباشرة داخل القطاع. هذه الأرقام، رغم أنها لا تشمل عناصر الشرطة والمخابرات، تعكس حجم النزيف البشري الذي يتعرض له الجيش الإسرائيلي في معركة لا تبدو لها نهاية قريبة.
تصاعد عمليات المقاومة
كتائب القسام، إلى جانب فصائل مقاومة أخرى، واصلت تنفيذ عملياتها النوعية ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة، عبر الكمائن، والقنص، والقذائف الصاروخية، مما يربك حسابات الاحتلال ويقلّص من قدرته على تثبيت وجوده في مناطق الاشتباك.
مجازر إسرائيلية جديدة ضد المدنيين
في تصعيد جديد، استشهد 36 فلسطينياً وأصيب آخرون في مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي. فقد قصف مركز إيواء، مخيمات للنازحين، ومنزلين في مناطق متفرقة من القطاع. بداية، أدى قصف مدرسة الكرامة في حي التفاح شرق غزة إلى استشهاد 16 فلسطينياً. بعد ذلك، وفي خان يونس، استشهد 8 فلسطينيين بينهم طفلة نتيجة قصف منزل عائلة القدرة. ثم في دير البلح، استشهد 3 فلسطينيين بينهم طفلة في قصف استهدف مخيم المناصرة. لاحقاً، وفي تل الزعتر شرق جباليا، استشهد 3 فلسطينيين في قصف منزل هناك. وأخيراً، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارتين إضافيتين في منطقتين مختلفتين بمحافظة الشمال، مما زاد من حجم الدمار والخسائر في صفوف المدنيين.
كارثة إنسانية خانقة في غزة
يأتي هذا التصعيد الميداني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وسط كارثة إنسانية خانقة ومجاعة متفاقمة في القطاع المحاصر.
رسالة المقاومة رغم التفوق العسكري
العملية الأخيرة لكتائب القسام تعكس تطوراً لافتاً في تكتيكات المقاومة، ورسالة واضحة بأن الأرض لا تزال تبتلع جنود الاحتلال، رغم تفوقه العسكري ودعمه الدولي.
