في خضم أجواء التوتر المتصاعد، نفت طهران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي، تورطها في ما وصفته بـ”المؤامرة المزعومة” لاستهداف السفارة الإسرائيلية في لندن، معتبرة أن الاتهامات تفتقر إلى أي أساس قانوني أو دبلوماسي، ومثيرة للريبة من حيث التوقيت والسياق.
عباس عراقجي يطالب بالشفافية والتعاون
وقال عراقجي عبر منصة “إكس”، إن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تورط إيرانيين في خطة للهجوم على السفارة الإسرائيلية “عارية تماماً عن الصحة”. وأكد أن إيران لم تتلقَّ أي بلاغ رسمي من السلطات البريطانية بهذا الشأن. ودعا لندن إلى الشفافية والتعاون، للكشف عن ملابسات القضية إذا كانت هناك بالفعل “مزاعم موثوقة”، على حد تعبيره.
We are seeing stories in the media that Iranian nationals are allegedly involved in a supposed plot to target the Israeli embassy in London.
Iran in no uncertain terms categorically rejects any involvement in such actions and confirms that we have not been informed of any…
— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) May 7, 2025
تحذيرات من نوايا خفية وأطراف ثالثة
ألمح الوزير الإيراني إلى أن توقيت هذه التقارير، وغياب أي تواصل دبلوماسي رسمي، يثيران تساؤلات حول نوايا خفية، محذراً من وجود “أطراف ثالثة تسعى لعرقلة الدبلوماسية وتصعيد التوتر عبر عمليات تحت راية كاذبة”، في إشارة محتملة إلى محاولات لجر طهران إلى دائرة الاتهام بدون أدلة دامغة.
تفاصيل حملة الاعتقالات البريطانية
جاءت التصريحات في أعقاب إعلان الشرطة البريطانية عن اعتقال خمسة رجال، أربعة منهم إيرانيون، في عمليات متزامنة شملت عدداً من المناطق، بموجب “قانون الأمن الوطني”. ووصفت السلطات البريطانية هذه العملية بأنها من أضخم حملات مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة. كما أشاروا إلى أن “الخلية كانت على وشك تنفيذ الهجوم”.
إيران تطالب بإجراءات قانونية عادلة
أفادت وسائل الإعلام البريطانية بأن السفارة الإسرائيلية في حي كنسينغتون غرب لندن كانت الهدف المفترض، وأن تفكيك الخلية جاء في اللحظات الأخيرة. وبينما تواصل بريطانيا تحقيقاتها، تصر إيران على براءتها وتطالب بتطبيق الإجراءات القانونية العادلة بحق مواطنيها.
تصاعد التوتر الدولي في ظل الاتهامات
هذا المشهد يعكس تصاعداً محتملاً في لعبة الاتهامات الدولية، وسط توتر لا يتحمّل شرارات إضافية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية بين طهران ولندن.
في الختام، تعكس هذه القضية حساسية المشهد الدولي الحالي، حيث تتقاطع الملفات الأمنية والدبلوماسية وسط تبادل الاتهامات والتصريحات النارية. وبينما تواصل بريطانيا تحقيقاتها، تصر إيران على براءتها وتطالب بتطبيق العدالة لمواطنيها. يبقى السؤال مطروحًا: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في تهدئة الموقف، أم أن التوتر سيأخذ منحى تصعيديًّا يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والدولي؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة.