في ظل أجواء الاحتفال الروسي بذكرى النصر على النازية، أعلنت موسكو عن هدنة مؤقتة مدتها ثلاثة أيام، وصفتها بـ”بادرة إنسانية”. لكن أوكرانيا، التي ترزح تحت ويلات الحرب منذ أكثر من عامين، رأت في تلك الخطوة خدعة سياسية مكررة، تهدف فقط إلى تجميل صورة الكرملين أمام الضيوف في العرض العسكري بالساحة الحمراء.
أوكرانيا تتهم روسيا بخرق الهدنة
أفاد أندريه سيبيغا، نائب وزير الخارجية الأوكراني، في بيان نشره عبر منصة “إكس” بأن الهجمات الروسية استمرت دون توقف منذ بدء سريان الهدنة عند منتصف ليل 7-8 مايو/أيار الجاري. وأشار إلى أن الجيش الأوكراني سجل 734 انتهاكاً خلال أقل من 24 ساعة. تضمنت هذه الانتهاكات استخدام 16 قنبلة موجهة و176 طائرة مسيرة هجومية، إلى جانب قصف صاروخي وقنابل جوية وشن غارات على مواقع ممتدة على طول خط الجبهة. وأكد أن القوات الأوكرانية ردت على جميع هذه الهجمات وأبلغت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بالتفاصيل.
وأشار سيبيغا قائلاً: “لم يكن مفاجئاً أن تتحول هدنة بوتين المرتبطة بالعرض العسكري في موسكو إلى مجرد خدعة، ونحن لن نسمح له بخداع أي طرف”. وجدد استعداد بلاده للدخول في هدنة حقيقية تستمر 30 يوماً شرط أن تلتزم روسيا بها بوضوح.
استمرار الهجمات الروسية رغم الهدنة
وعلى الأرض، لم تتوقف الهجمات الروسية على طول جبهات القتال، في حين أعلنت السلطات الروسية أن طائرة مسيرة أوكرانية استهدفت مبنى حكومياً في بيلغورود، دون وقوع إصابات، في مشهد يعكس اتساع رقعة التصعيد إلى عمق الأراضي الروسية.
قضية التجسس المجري في أوكرانيا
في سياق آخر، أعلنت كييف اعتقال مواطنين مجريين بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات العسكرية المجرية، بعد أن عملا على جمع معلومات عسكرية حساسة، منها مواقع الدفاعات الجوية. بينما رفضت بودابست الرواية الأوكرانية، واعتبرتها دعاية.
الموقف الألماني والضغط الدولي
على المستوى الدولي، وجه المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس تحذيراً لموسكو من عقوبات إضافية إذا لم تبدأ محادثات سلام جادة، داعماً خطة ترامب لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. ومع تأكيده دعم برلين لأوكرانيا، شدد على رفض بلاده إصدار ديون أوروبية مشتركة لتمويل الإنفاق الدفاعي.
مستقبل السلام في ظل العراقيل
وبين هدنة غير محترمة وتجسس متبادل وتهديدات بعقوبات جديدة، يتضح أن طريق السلام لا يزال مليئاً بالعراقيل، وسط غياب مفاوضات حقيقية قد تضع حداً لهذه الحرب المستنزفة. هل تسير أوروبا نحو تصعيد جديد أم نحو فرصة لالتقاط الأنفاس؟