في مشهد يعكس تعقيدات المشهد الجيوسياسي بين الشرق والغرب، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تصريحات مثيرة أدلى بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مفادها أن التفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بات مهمة “بالغة الصعوبة”، مضيفاً أن بوتين يسعى للسيطرة الكاملة على أوكرانيا.
تصريحات ترامب حول تعقيد التفاوض مع بوتين
هذه التصريحات جاءت خلال لقاء خاص مع كبار المانحين الجمهوريين في فلوريدا، حيث عبّر ترامب عن إحباطه المتزايد من عدم إحراز أي تقدم لإنهاء الحرب، مؤكداً أن هذا الملف يبقيه مستيقظاً ليلاً.
إحباط ترامب من جمود الملف الأوكراني
وعلى الرغم من وعوده خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب “منذ اليوم الأول” في حال عودته إلى البيت الأبيض، أقر ترامب لاحقاً بأن تصريحاته كانت تحمل قدراً من المبالغة، وفقاً لمصادر الصحيفة. كما أشار إلى دهشته من بعض التحركات الروسية، لاسيما القصف الذي طال مناطق يسكنها أطفال.
شكاوى ترامب ومستشاروه من تعنت روسيا
أضافت الصحيفة أن ترامب اشتكى في الأسابيع الأخيرة لمستشاريه من أن بوتين لا يريد إنهاء الحرب، وأن كلا الجانبين يرفضان التنازل. كما سأل مستشاريه عما إذا كانوا يعتقدون أن بوتين قد تغير منذ آخر مرة تولى فيها ترامب المنصب، معبّراً عن استغرابه من بعض التحركات العسكرية الأخيرة.
تصريحات إدارة ترامب ونائب الرئيس
وفي تصريحات إضافية، أقرّ كبار مسؤولي إدارة ترامب بأن روسيا لا تزال الطرف الأكثر رفضاً لفكرة وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوماً، رغم موافقة كييف عليها بالفعل. وقال نائب الرئيس جيه دي فانس خلال فعالية بمنتدى ميونخ للأمن إن الروس يطلبون الكثير، في حين يضغط مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف مراراً على الجانبين لقبول شروط لا تروقهما، لكنه لم ينجح حتى الآن بجمع الطرفين إلى طاولة المفاوضات.
آمال أميركية ببدء مفاوضات مباشرة
وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن ترامب قد يعتبر مهمته منجزة إذا تمكن من إقناع الروس والأوكرانيين بالجلوس لمفاوضات مباشرة جادة، على أن يترك ما سيحدث لاحقاً للطرفين، مما يتيح للولايات المتحدة التركيز على أولوياتها الأخرى.
الضغوط الدولية تتصاعد على موسكو
في الوقت ذاته، تزداد الضغوط الدولية على موسكو. ففي تحرك دبلوماسي لافت، يتوجه اليوم زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في زيارة موحّدة تهدف إلى دعم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، والدفع نحو وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط لمدة 30 يوماً، تمهيداً لمفاوضات سلام جادة.
بيان أوروبي مشترك يحمل لهجة حازمة
البيان المشترك الذي أصدره القادة الأوروبيون حمل لهجة حازمة، حيث أكدوا استعدادهم لدعم عملية سلام شاملة ومراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، مشددين في الوقت نفسه على استمرارهم في تشديد العقوبات والدعم العسكري لأوكرانيا إلى حين استجابة روسيا.
خطة لإنشاء قوة أوروبية لتأمين أوكرانيا
ويعتزم القادة بعد لقائهم زيلينسكي عقد اجتماع افتراضي لبحث إنشاء قوة أوروبية لتأمين أوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب، كجزء من رؤية استراتيجية لإعادة بناء الجيش الأوكراني وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية بين الاحتمالات
بين تعقيدات التفاوض الأميركي، والضغط الأوروبي المتصاعد، يبقى مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية مفتوحاً على كافة الاحتمالات.