في تطور دراماتيكي ومفاجئ على الساحة السياسية الكورية، أعلن هان دوك سو، رئيس وزراء كوريا الجنوبية السابق، انسحابه رسميًا من سباق الترشح للرئاسة عن حزب “سلطة الشعب” المحافظ، وذلك قبل أيام معدودة فقط من موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 يونيو/حزيران. هذا القرار المفاجئ جاء بعد محاولته اللحاق المتأخر بالسباق، مما أثار انقسامات داخل الحزب وأربك قواعده التنظيمية.
ارتباك داخل الحزب المحافظ
وكان الحزب قد شهد حالة من التخبط، حيث أعلن أولاً ترشيح وزير العمل السابق كيم مون سو، ثم عاد سريعًا وبدأ إجراءات ترشيح هان، قبل أن يتراجع مرة أخرى ويؤكد ترشيح كيم، مما كشف عن عمق الانقسامات داخل القيادة. وأعرب هان عن تقبله للأمر بـ”رحابة صدر”، متمنيًا النجاح لمنافسه كيم، في خطوة فُسرت بأنها محاولة لاحتواء الأزمة وتوحيد الصفوف.
كيم مون سو يسجل ترشيحه رسميًا
مرشح مثير للجدل
اللافت في المشهد أن كيم ظل محاطًا بالجدل. فقد دخل في صدام علني مع قيادة الحزب، وبلغ التوتر ذروته عندما رفع دعاوى قضائية ضدها، وذلك حتى قبل ساعات قليلة من إعادة ترشيحه رسميًا. ورغم ذلك، أصر على أنه المرشح الشرعي الوحيد، مشيرًا إلى أن اختياره تم ضمن عملية ديمقراطية واضحة. وبعد إعلان الحزب تثبيت ترشيحه مجددًا، خرج كيم بتصريح يؤكد فيه أن “الآن ستستقر الأمور”، مشددًا على التزامه بتوحيد الصفوف. كما أكد عزمه على بناء ائتلاف سياسي واسع استعدادًا لانطلاق الحملة الانتخابية.
فشل جهود التوحيد
محاولات التوحيد بين كيم وهان خلال الأسبوع الماضي باءت بالفشل، ما زاد المخاوف من انقسام أصوات المحافظين. ويأتي انسحاب هان، البالغ من العمر 75 عامًا، بعد مسيرة طويلة في مناصب حكومية، لكنه واجه انتقادات حادة بسبب دوره المحتمل في فضيحة الأحكام العرفية خلال حكومة الرئيس يون سوك يول. ويُذكر أن هان كان يشغل أيضًا منصب القائم بأعمال الرئيس في المرحلة الانتقالية عقب إقالة الرئيس السابق.
كيم يبدأ حملته الانتخابية
وفي ظل هذا المشهد المضطرب، يستعد كيم مون سو لإطلاق حملته رسميًا، متعهدًا ببناء ائتلاف واسع لمواجهة خصمه الأقوى، بينما تترقب البلاد انتخابات قد تعيد رسم ملامح السلطة السياسية في كوريا الجنوبية.