في ظل الجدل المتزايد حول استخدام منصات المحتوى الإبداعي لتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي، أكدت شركة ساوند كلاود (SoundCloud) أنها لم تستخدم المحتوى الموسيقي الذي يرفعه الفنانون لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي، كما أنها لا تسمح للأطراف الثالثة بجمع أو استخدام هذا المحتوى لهذا الغرض.
تحديث مثير للجدل في شروط الخدمة
رصد تقرير نشره موقع TechCrunch أن SoundCloud قامت بتحديث شروط الاستخدام في فبراير من العام الماضي، مضيفة بندًا يسمح لها باستخدام محتوى المستخدمين في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي مستقبلاً. ورغم أن الشركة لم تبدأ فعليًا في استخدام أي محتوى لهذا الغرض حتى الآن، إلا أنها لم تستبعد القيام بذلك في المستقبل.
موقف رسمي من ساوند كلاود
في بيان رسمي أرسلته مارني غرينبرغ، النائب الأول للرئيس ورئيسة الاتصالات في شركة ساوند كلاود، إلى موقع The Verge، أوضحت أن الشركة لم تستخدم في أي وقت مضى محتوى الفنانين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، لا تعمل الشركة على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي داخلية. كما أنها لا تسمح لأي طرف خارجي بجمع بيانات من منصتها لهذا الغرض. ومن ناحية أخرى، أضافت الشركة شارة “no AI” التقنية على موقعها بهدف منع أي استخدام غير مصرح به للمحتوى المنشور من قبل المستخدمين.
SoundCloud seems to claim the right to train on people’s uploaded music in their terms. I think they have major questions to answer over this.
I checked the wayback machine – it seems to have been added to their terms on 12th Feb 2024. I’m a SoundCloud user and I can’t see any… pic.twitter.com/NIk7TP7K3C
— Ed Newton-Rex (@ednewtonrex) May 9, 2025
استخدامات الذكاء الاصطناعي داخل المنصة
أوضحت ساوند كلاود أن استخدام الذكاء الاصطناعي داخل منصتها يظل محدودًا للغاية، حيث يقتصر حاليًا على مهام محددة. وتشمل هذه المهام تقديم توصيات موسيقية مخصصة بناءً على تفضيلات المستخدمين، إضافةً إلى الكشف عن محاولات الاحتيال، وتحسين تجربة الاستخدام. ومن جانبها، أكدت مارني غرينبرغ أن أي توسيع مستقبلي لاستخدام هذه التقنيات سيبقى ضمن هذا النطاق المحدود. وشددت في الوقت نفسه على التزام الشركة الكامل بحماية حقوق المستخدمين والحفاظ على خصوصيتهم.
إمكانية الانسحاب من استخدام المحتوى
في ردها على تساؤلات متعلقة بحقوق المستخدمين، أوضحت ساوند كلاود أنها لا تسمح باستخدام المحتوى المرخص، مثل الموسيقى التابعة لشركات الإنتاج الكبرى، في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. وأشارت إلى أن شروط الخدمة الحالية تنص بشكل واضح وصريح على هذا الحظر. كما أكدت الشركة أن هذا الالتزام يأتي في إطار حرصها على احترام حقوق الملكية الفكرية، خاصة في حال قررت مستقبلاً توسيع نطاق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منصتها.
في المقابل، تنص الشروط على أنه يمكن النظر في استخدام أنواع أخرى من المحتوى المرفوع مستقبلًا. واكدت على أنه لم يتم أي استخدام حتى الآن. كما شددت ساوند كلاود على أنها ستعتمد آليات واضحة للانسحاب. كما ستُبلغ المستخدمين بشكل مسبق، مع التزامها الكامل بالشفافية تجاه مجتمع المبدعين.
انتقادات بشأن الشفافية
رغم تعهد الشركة بالإعلان عن أي تغييرات مهمة في شروط الاستخدام، انتقد بعض المستخدمين عدم تلقيهم إشعارات بالبريد الإلكتروني بشأن التحديثات الأخيرة. من بينهم خبير أخلاقيات التكنولوجيا إد نيوتن-ريكس، الذي قال إنه لم يجد أي بريد إلكتروني يبلغ بتغيير الشروط، رغم مساهمته في المنصة. وهو ما يثير تساؤلات حول مدى التزام ساوند كلاود بوعدها بتوفير “إشعارات بارزة”.
رغم أن ساوند كلاود تنفي استخدام أي محتوى لتدريب الذكاء الاصطناعي حاليًا، إلا أن إدخال بنود قانونية تسمح بذلك مستقبلاً يثير قلق المستخدمين والمبدعين. من المهم متابعة كيفية تنفيذ الشركة لوعودها بشأن الشفافية وخيارات الانسحاب، لضمان احترام حقوق الملكية والمحتوى الإبداعي.




