في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل معاناة غزة، سقط عشرة شهداء فلسطينيين وجُرح العشرات في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة المواصي غربي خان يونس، ومدرسة “غزة الجديدة” التي كانت تأوي مئات الفارين من الموت. لم تفرّق الصواريخ بين طفل وامرأة، بين شيخ نازح أو طفل يبحث عن الأمان. فبات الموت ضيفاً دائماً على الغزيين، إما نيراناً من السماء أو جوعاً يفتك بالأجساد.
تصعيد إسرائيلي في رفح وغزة
الطائرات الإسرائيلية كثّفت هجماتها على رفح وخان يونس وأحياء الشجاعية والتفاح. وقد أكد مراسلو الجزيرة أن طائرات مسيّرة قصفت خيام المدنيين، وأسفرت عن استشهاد ثمانية، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان. وفي قلب مدينة غزة، قتل اثنان آخران جراء قصف مدرسة تديرها الأونروا، سبق أن استُهدفت عدة مرات.
حصار وتجويع يؤدي إلى “موت صامت”
على جبهة أخرى لا تقلّ فتكاً، أطلق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تحذيرًا من موجة “موت صامت” تحصد الأرواح. خلال أسبوع واحد فقط، توفي 14 مسنًا بسبب الجوع وسوء التغذية، نتيجة مباشرة للحصار الإسرائيلي المحكم المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر. كما أكدت الأمم المتحدة أن 70% من سكان غزة أصبحوا إما محاصرين داخل مناطق عسكرية أو مجبرين على النزوح منها. وبحسب تصريحاتها، فإن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مستوى كارثي، إذ يموت الناس حرفيًا بسبب انعدام الغذاء والدواء وغياب المأوى الآمن.
وأشارت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أولغا تشيريفكو، في تصريحات لقناة الجزيرة، إلى أن “المعاناة في غزة تفوق الوصف”، داعية إلى فتح المعابر فورًا ورفع الحصار لإيصال المساعدات الإنسانية.
بدورها، ناشدت بلدية غزة المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية التدخل العاجل لإنهاء الكارثة، وطالبت بتوفير المعدات لتحسين ظروف الحياة اليومية في القطاع.
وتطالب بلدية غزة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل العاجل وإنهاء الكارثة والمعاناة الإنسانية وتوفير الإمكانيات والمعدات بشكل عاجل والعمل على تحسين حياة المواطنين الذين يعانون بسبب العدوان وحرب الإبادة
🔔للمزيد من التفاصيل عبر الرابط أدناه👇https://t.co/uYlLr6xuU1 pic.twitter.com/zqLNJ7Dn05— بلدية غزة – Municipality of Gaza (@munigaza) May 10, 2025
نداءات عاجلة وواقع مأساوي
النداءات الدولية تتكاثر، من بلدية غزة إلى منظمات الأمم المتحدة، تطالب بفتح المعابر وتوفير مساعدات عاجلة. منذ 2 مارس، منعت إسرائيل دخول الغذاء والدواء، ما حوّل القطاع إلى سجن كبير بلا ماء أو دواء، فيما ينهار سكانه تحت وطأة التجويع والإبادة.
أرقام مفزعة وصمت دولي
ومع استمرار الحرب منذ 7 أكتوبر 2023، تجاوز عدد الشهداء والجرحى 172 ألفاً، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط تجاهل كامل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية. غزة تُباد على مرأى العالم، بين صمت مريب ودعم سافر.