في حوار استثنائي مع جريدة “الشرق” القطرية، كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن ملامح الرؤية الدبلوماسية لأنقرة تجاه الأزمات الإقليمية، مركّزًا على سوريا وفلسطين، ومؤكدًا أن تركيا لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام التهديدات الإرهابية أو الإبادة الجماعية.
الموقف التركي من الأزمة السورية والتنظيمات الإرهابية
فيدان حذر من استمرار وجود “التنظيمات الإرهابية” في سوريا، معتبراً أنها تشكل عائقاً أمام تحقيق الاستقرار. ولوّح بإمكانية “إخراجها من المنظومة الإقليمية” في حال لم تُحل نفسها ذاتيًا. وأكد أن وحدة الأراضي السورية، والمصالحة الوطنية، وإعادة الإعمار، تمثل أولويات أنقرة الأساسية، مشيدًا في الوقت ذاته بأداء الإدارة السورية الجديدة التي وصفها بـ”الحكيمة”. وفي هذا السياق، شدد فيدان على ضرورة منح جميع مكونات الشعب السوري حقوق المواطنة المتساوية، معربًا عن ثقته في أن تأسيس مجلس الشعب السوري يمثل خطوة مهمة لانطلاق المسيرة التشريعية في البلاد.
رفض تركي قاطع لتهجير الفلسطينيين ودعوة للتحرك الإسلامي
وفيما يخص القضية الفلسطينية، عبّر فيدان عن رفضه المطلق لأي محاولات لتهجير سكان غزة أو الضفة الغربية. كما دعا العالم الإسلامي إلى التحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون. وأشار إلى وجود أكثر من 20 مبادرة وتحالفًا دوليًا تعمل لوقف العدوان وتثبيت حل الدولتين، معتبرًا أن أي تسوية يجب أن تكون “مع الفلسطينيين ومن أجلهم”.
علاقات تركية قطرية متينة وتنسيق خليجي متنامٍ
كما تطرق إلى عمق العلاقات التركية القطرية، مؤكدًا أن أنقرة والدوحة تلعبان دورًا محوريًا في دعم الحوار والسلام الإقليميين، في ظل التعقيدات الجيوسياسية الراهنة. ولفت إلى وجود تنسيق نشط بين تركيا ودول الخليج، يعكس جذور الشراكة التاريخية والاستراتيجية.
وأضاف فيدان أن البلدين يتبنيان مواقف إقليمية تجعل الأولوية للحوار والتفاهم، موضحًا أن العلاقات الخليجية التركية تشهد اتصالات مكثفة سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى مجلس التعاون الخليجي.
الطموح التركي الأوروبي وجهود الوساطة في الحرب الأوكرانية
أما دوليًا، فقد شدد هاكان فيدان على أن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يمثل مصلحة مشتركة، خاصة في ظل الأزمات العالمية المتصاعدة. وأوضح أن تعميق الشراكة بين الجانبين سيعزز قدرة الاتحاد على التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية. من ناحية أخرى، استعرض فيدان جهود أنقرة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وأشار إلى دور تركيا في مبادرة البحر الأسود بالتعاون مع الأمم المتحدة، وتنظيم عمليات تبادل الأسرى. كما أكد أن تركيا ملتزمة بالحلول التفاوضية والدبلوماسية، وتعتبرها ركيزة أساسية في سياستها الخارجية.