بجريمة جديدة تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات، اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، في قصف استهدف قسم الحروق بمجمع ناصر الطبي في خان يونس. إصليح، الذي كان يتلقى العلاج إثر إصابة سابقة، ارتقى شهيدًا في مكان من المفترض أن يكون ملاذًا آمنًا للمرضى، لا ساحةً للاغتيالات.
روايات متضاربة: الإعلام الفلسطيني مقابل ادعاءات الاحتلال
وسائل إعلام فلسطينية أكدت أن القصف كان عملية اغتيال مدروسة، وأن إصليح لم يكن سوى صوتًا حرًا ينقل معاناة شعبه. لكن الاحتلال لم يتردد في تبرير الجريمة، مدعيًا أن المستشفى كان يستخدم كمركز قيادة تابع لحركة حماس، وهي رواية باتت تتكرر لتبرير استهداف كل ما هو مدني.
بقايا طائرة مسيّرة استهدف بها الاحتلال الصحفي الــشــهــيــد حسن اصليح أثناء تلقيه العلاج في قسم الحروق بمجمع ناصر الطبي في خانيونس. pic.twitter.com/wWffSBshKc
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 13, 2025
عودة الغارات بعد الإفراج عن الجندي الإسرائيلي
عادت الغارات الإسرائيلية مساء الاثنين بعد توقف مؤقت. خلال هذا التوقف، أُفرج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر. لكن سرعان ما تجدد القصف ليطال خيام نازحين، ومدارس، ومساجد، وحتى مباني التربية والتعليم. في الوقت نفسه، استمر القصف المدفعي والجوي على أحياء غزة الشرقية، مثل التفاح والشجاعية والزيتون. وأسفر هذا التصعيد عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، ما يزيد من مأساوية المشهد الإنساني في القطاع.
خطر المجاعة يهدد سكان غزة
في موازاة العدوان، يلوح شبح المجاعة في الأفق. فقد حذرت الأمم المتحدة من أن واحدًا من كل خمسة أشخاص في غزة يواجه المجاعة بالفعل، بينما يواجه جميع السكان مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي. الأطفال، الذين يشكلون الغالبية، يعانون من حرمان غذائي خطير قد تكون له تبعات مدمرة على مستقبلهم.
تقرير دولي يحذر من “جوع كارثي” قادم
تقرير دولي صادم كشف أن نحو 470 ألف فلسطيني في غزة سيواجهون “جوعًا كارثيًا” بحلول سبتمبر 2025. خصوصًا في ظل استمرار الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء، ورفض إسرائيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
حصيلة دامية منذ بدء الحرب
ومع استمرار المجازر منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، بلغ عدد الشهداء أكثر من 52 ألفًا، بينهم آلاف النساء والأطفال، بينما أصيب أكثر من 119 ألفًا، في واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني.
في ظل هذا التصعيد المستمر، تتكشف يومًا بعد يوم فصول جديدة من المعاناة التي يعيشها سكان غزة. فلم يعد هناك مكان آمن، حتى المستشفيات تحولت إلى أهداف عسكرية. ومع استمرار القصف وارتفاع أعداد الشهداء، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق. في المقابل، يلتزم المجتمع الدولي بصمت مقلق، رغم فداحة ما يجري. وهنا يبرز السؤال المؤلم: إلى متى سيستمر هذا الصمت أمام مأساة شعب يُعاقب على صموده؟