في خطوة تعكس طموحها لتوسيع نفوذها العالمي، أعلنت الصين عزمها على تعزيز علاقاتها مع دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، مؤكدة التزامها بدعم التنمية في تلك الدول عبر حزمة قروض ضخمة تبلغ 9.2 مليارات دولار. وجاء ذلك خلال خطاب ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ في افتتاح منتدى “الصين-سيلاك”، حيث شدد على أهمية “الوحدة والتعاون” في مواجهة ما وصفه بـ”المواجهة بين الكتل”، في إشارة إلى التوترات الدولية المتصاعدة.
انتقادات حادة لواشنطن وسط تصاعد التوترات التجارية
شي لم يُخفِ انتقاداته لواشنطن، وندد بسياساتها التي وصفها بـ”المتنمرة”. كما حذر من أن “حروب الرسوم الجمركية لا رابح فيها”، وأن مثل هذه السياسات تقود إلى “العزلة الذاتية”. وتأتي هذه التصريحات غداة اتفاق مؤقت بين بكين وواشنطن لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، مما يعكس تعقيد العلاقة بين القوتين الاقتصاديتين.
تعزيز التعاون مع أميركا اللاتينية في مواجهة الضغوط
وفي المقابل، حرص شي على الإشادة بالعلاقات “العريقة والودية” التي تربط بلاده بأميركا اللاتينية. ودعا إلى تكثيف التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، لا سيما في ظل الضغوط الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة. وقد شهدت العلاقات بين الجانبين تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الصين الشريك التجاري الأول للعديد من الدول في المنطقة مثل البرازيل والبيرو وتشيلي.
وأشار إلى أن الجانبين يتمتعان بتاريخ عريق من التبادلات الودية. كما دعت بكين شركاءها التجاريين إلى تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها الولايات المتحدة.
حضور لافت لزعماء أميركا اللاتينية ومبادرات استراتيجية
الحضور اللافت لعدد من زعماء دول أميركا اللاتينية، كالرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا ونظيره الكولومبي غوستافو بيترو، يعكس اهتمامًا متزايدًا بتعميق الشراكة مع بكين، خاصة بعد انضمام ثلثي دول المنطقة إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.
شهدت بكين هذا الأسبوع توافد عدد من زعماء ومسؤولي دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وذلك لحضور فعاليات منتدى “الصين-سيلاك”. ومن أبرز الحاضرين، الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو. ويأتي هذا الحضور في وقت تتعزز فيه الشراكة بين الجانبين، خاصة أن ثلثي دول أميركا اللاتينية انضمت بالفعل إلى برنامج البنية التحتية الصيني ضمن مبادرة الحزام والطريق، التي تبلغ قيمتها تريليون دولار، ما يؤكد اتساع نطاق التأثير الصيني في المنطقة.
الصين تسعى لبناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب
بهذا التحرك، تهدف الصين إلى ترسيخ مكانتها في النظام الدولي، مؤكدة رغبتها في بناء عالم متعدد الأقطاب. ومن خلال تعزيز شراكاتها الاقتصادية، تحاول بكين تقديم نفسها كخيار موثوق بعيدًا عن الهيمنة الغربية التقليدية. وفي هذا السياق، تمكنت الصين من تجاوز الولايات المتحدة لتصبح الشريك التجاري الأكبر لعدد من دول أميركا اللاتينية، وعلى رأسها البرازيل، والبيرو، وتشيلي، ما يعكس تحولًا واضحًا في خريطة التحالفات الاقتصادية.