في تصعيد جديد يعكس خطورة الاشتباكات الهندية الباكستانية، أعلنت باكستان حصيلة ثقيلة للاشتباكات الأخيرة مع الهند، محذّرة من أن عدم حلّ قضية المياه بين البلدين قد يشعل فتيل صراع شامل. وأفاد الجيش الباكستاني أن القصف الهندي أدى إلى مقتل 51 شخصاً، بينهم 11 جندياً و22 مدنياً من النساء والأطفال، فضلاً عن إصابة 199 آخرين، في أعنف مواجهة بين الجارتين منذ أكثر من 30 عاماً.
بداية التصعيد في كشمير
الاشتباكات اندلعت عقب هجوم دموي في بهلغام، داخل إقليم كشمير المتنازع عليه، أسفر عن مقتل 26 شخصاً. وجهت نيودلهي أصابع الاتهام لإسلام آباد، لكن الأخيرة نفت أي علاقة بالحادث، مؤكدة رفضها للإرهاب بجميع أشكاله.
تصعيد عسكري وتدخل أميركي
تطورت المواجهات بشكل متسارع، حيث انتقل الطرفان إلى تبادل كثيف لنيران المدفعية والصواريخ، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة. وبسبب خطورة التصعيد، تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في محاولة لاحتواء الوضع، وأعلن عن وقف هش لإطلاق النار. ورغم إعلان الجانبين التزامهما بالهدنة رسميًا، فقد تبادلا الاتهامات بخرقه مراراً خلال الساعات الأولى. ومع ذلك، عاد الهدوء تدريجيًا منذ صباح الاثنين.
أزمة المياه تهدد الهدنة
وسط هذا التصعيد المتسارع، أطلقت باكستان تحذيراً شديد اللهجة عبر وزير خارجيتها محمد إسحاق دار، الذي وصف الفشل في حل أزمة المياه بأنه “عمل من أعمال الحرب”. وأوضح أن مستقبل الهدنة بين البلدين بات مهدداً بشكل جدي، ما لم تعالج هذه الأزمة المتفاقمة. وتأتي تصريحاته في أعقاب قرار الهند تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند، التي تضمن لباكستان الحصول على 80% من مياه الحوض.
رد عسكري باكستاني باسم “البنيان المرصوص”
دار شدد على أن باكستان تهدف للسلام، لكنها اضطرت للرد عسكرياً دفاعاً عن النفس، في عملية أطلقت عليها “البنيان المرصوص”، واستهدفت خلالها قواعد عسكرية هندية.
وساطة أميركية وسط امتعاض هندي
في ظل هذا التصعيد، أكد دبلوماسيون باكستانيون استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم جهود التسوية بشأن قضية كشمير، معتبرين أن التدخل الأميركي قد يسهم في تهدئة الأوضاع. لكن في المقابل، عبّرت الهند عن استيائها من هذه الوساطة، حيث رفضت أي تدخل خارجي في النزاع. وفي تطور لافت، وجّه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تحذيرات شديدة، متوعدًا برد صارم على أي هجوم قد تتعرض له بلاده مستقبلاً، مما يزيد من احتمالات استمرار التوتر بين الطرفين.
خطر نزاع نووي يلوح في الأفق
المنطقة تقف على صفيح ساخن، ومع غياب حلول جذرية، يبقى خطر اندلاع نزاع واسع قائماً بين قوتين نوويتين.