أول جولة خارجية له منذ تولّيه الرئاسة، حطّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب رحاله صباح الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، معلنًا انطلاق جولة إقليمية تمتد لأربعة أيام وتشمل قطر والإمارات، في زيارة وصفها بـ”التاريخية”، وسط آمال بعقد اتفاقيات ضخمة وتحريك ملفات إقليمية شائكة.
حفاوة الاستقبال السعودي تؤكد عمق العلاقات الثنائية
استُقبل ترامب بحفاوة رسمية في مطار الملك خالد من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مشهد يعكس عمق العلاقات بين واشنطن والرياض، حيث ستكون الرياض المحطة الأولى، تليها الدوحة ثم أبو ظبي. ومن المنتظر أن يشارك ترامب في “منتدى الاستثمار السعودي الأميركي”، كما سيلتقي قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، في لقاء قد يفتح آفاقاً سياسية واقتصادية جديدة.
أبعاد اقتصادية بارزة بمشاركة إيلون ماسك
ويرافق ترامب في هذه الجولة وفد رفيع يضم وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، إلى جانب نخبة من كبار رجال الأعمال، من بينهم إيلون ماسك، ما يعكس البُعد الاقتصادي المحوري لهذه الزيارة. وتشير التوقعات إلى الإعلان عن استثمارات بمليارات الدولارات بين واشنطن وكل من الرياض وأبو ظبي والدوحة. وكانت السعودية قد تعهدت مسبقاً بضخ 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي على مدى السنوات الأربع المقبلة.
ملفات سياسية معقدة ومسارات تفاوض محتملة
أما على الصعيد السياسي، فقد أعلن ترامب احتمال توجهه لاحقاً إلى تركيا لحضور محادثات محتملة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في حين استبعد زيارة إسرائيل حالياً، بسبب رفضها وقف إطلاق النار في غزة.
الخليج يعود إلى واجهة السياسة الأميركية في عهد ترامب
عودة ترامب إلى السعودية، التي سبق أن اختارها كوجهة أولى خلال ولايته السابقة قبل ثمانية أعوام، تؤكد مجددًا رهانه على الخليج كشريك استراتيجي في ملفات الأمن والطاقة والاستثمار، متجاوزًا حلفاءه التقليديين في الغرب، في مشهد يعكس تحولات واضحة في أولويات السياسة الأميركية الخارجية.
تفاصيل إضافية عن مسار الجولة وجدولها الزمني
تستمر الزيارة من 13 إلى 16 مايو/أيار، ويزور خلالها ترامب الرياض أولاً، ثم الدوحة يوم الأربعاء، فالإمارات يوم الخميس. وتُعد هذه أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني، باستثناء زيارة مقتضبة إلى روما لحضور جنازة البابا فرانشيسكو.
أهمية سياسية واقتصادية من منظور البيت الأبيض
وقد أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن ترامب يولي أهمية كبيرة لرحلته إلى السعودية وقطر والإمارات، باعتبارها فرصة لتعزيز التحالفات الاستراتيجية وتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي.