في تصعيد جديد للعدوان المستمر على الضفة الغربية، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، حصاراً مشدداً على منزل داخل مخيم عسكر الجديد شرقي نابلس، بالتزامن مع حملة اقتحامات واعتقالات طالت مناطق متفرقة من الضفة.
قوات الاحتلال اقتحمت المخيم من حاجز عورتا ترافقها طائرات استطلاع حلّقت على ارتفاع منخفض، فيما اقتحمت منازل الفلسطينيين واعتدت على الأهالي. وتشير مصادر محلية إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق نتيجة قنابل الغاز، واندلاع حريق في أراضٍ زراعية بفعل القنابل التي أُطلقت عشوائياً.
اعتداءات المستوطنين في جنوب الضفة
في جنوب الضفة، اعتدى مستوطنون مسلحون على سكان منطقة مسافر يطا، ما أدى لإصابة مسن بجروح، فيما أطلق المستوطنون الرصاص الحي باتجاه المدنيين تحت حماية الجيش، الذي احتجز عدداً من الفلسطينيين دون مبرر.
عاجل | مصادر للجزيرة: قوات الاحتلال تدهم منازل خلال اقتحامها مخيم عسكر الجديد في نابلس شمالي الضفة الغربية
— الجزيرة – عاجل (@AJABreaking) May 13, 2025
ارتفاع وتيرة الاعتقالات والإجراءات القمعية
العدوان لا يقتصر على العمليات الميدانية، بل يتجلى أيضاً في سياسة القمع والاعتقال. فقد وثقت مؤسسات حقوقية اعتقال 530 فلسطينياً خلال شهر أبريل فقط، بينهم 18 سيدة و60 طفلاً، فيما تجاوز عدد المعتقلين منذ 7 أكتوبر أكثر من 17 ألفاً، من ضمنهم 3577 معتقلاً إدارياً بلا تهمة، بينهم أكثر من 100 طفل.
خطوات استيطانية لضم المنطقة (ج)
بالتوازي، تهدف سلطات الاحتلال إلى تثبيت مشروع استيطاني خطير يتمثل في إطلاق عمليات تسجيل أراضٍ بالمنطقة (ج). وذلك تمهيداً لضمها، ما يهدد الفلسطينيين بخسارة أراضيهم التاريخية.
استهداف الضفة الغربية بالتزامن مع الحرب على غزة
وفي ظل هذه الانتهاكات، تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتسجل الضفة الغربية بدورها مشاهد متكررة من التهجير والإعدامات الميدانية وتدمير البنى التحتية، خصوصاً في جنين وطولكرم والقدس الشرقية.
تصعيد عسكري في نابلس واندلاع حرائق
تشير مصادر طبية إلى أن شابًا فلسطينيًا استشهد بعد استهداف قوات الاحتلال للمنزل المحاصر في مخيم عسكر بقذائف مباشرة. كما شهدت المنطقة تحليقًا مكثفًا للطائرات المسيّرة، في مؤشر على اتساع رقعة العمليات العسكرية في المدينة.
حالات اختناق وحرائق في الخليل
في بلدة سعير شمال شرق الخليل، أُصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق إثر قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال. كما أدى ذلك إلى اندلاع حريق في أراضٍ زراعية، وسط صعوبات كبيرة في إخماد النيران نتيجة الرياح وصعوبة الوصول إلى المكان.
اعتداءات منظمة في مسافر يطا
في منطقة مسافر يطا، قام مستوطنون من بؤرة “متسبي يائير” بإطلاق ماشيتهم في أراضٍ زراعية فلسطينية مزروعة بمحاصيل موسمية. نتيجة لذلك، حاول السكان المحليون التصدي لهم ومنعهم من إتلاف المزروعات. ومع ذلك، تعرّض الأهالي لهجوم مباشر من المستوطنين، ما أسفر عن إصابة مسن برضوض. وفي الوقت نفسه، أطلق المستوطنون الرصاص الحي باتجاه الفلسطينيين، دون أن تسجل إصابات. لاحقًا، احتجزت قوات الاحتلال عددًا من المواطنين لأكثر من نصف ساعة، مما زاد من حالة التوتر في المنطقة.
مشروع ممنهج لتفكيك المجتمع الفلسطيني
وسط هذا التصعيد المستمر، يزداد القلق من أن الأحداث في الضفة الغربية لم تعد مجرد انتهاكات فردية أو معزولة. بل على العكس، باتت تشكّل ملامح مشروع منظم ومتكامل يهدف إلى تفكيك بنية المجتمع الفلسطيني. في الوقت نفسه، تهدف سلطات الاحتلال إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، من خلال الاستيطان والتهجير والقمع. والأخطر من ذلك، أن هذا كله يجري بدعم سياسي وعسكري واضح من الولايات المتحدة، ما يعزز مخاوف الفلسطينيين من غياب أي رادع دولي حقيقي لهذا النهج.