في تصعيد لافت يعكس تعقيد المشهد الإقليمي، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه العمق الإسرائيلي، في ثالث هجوم خلال 24 ساعة، وذلك رغم الإعلان الأخير عن اتفاق وقف إطلاق نار بين جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) والولايات المتحدة برعاية سلطنة عمان.
ويأتي هذا التصعيد بعد تأكيد الحوثيين استثناء إسرائيل من الاتفاق، وهو ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بالمفاجئ، في حين أكد الحوثيون أن استثناء تل أبيب يعني استمرار الهجمات طالما استمر العدوان على غزة.
تعليق الملاحة الجوية وحالة من الذعر
الصاروخ، الذي أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنه اقترب بشكل خطير من هدفه، تسبب في استنفار واسع داخل إسرائيل. نتيجة لذلك، اضطرت السلطات إلى تعليق حركة الملاحة الجوية مؤقتًا في مطار بن غوريون. هذا التعليق أدى إلى حالة من الذعر وشلل في التنقل الجوي. في الوقت نفسه، دوّت صفارات الإنذار في مناطق واسعة، بدءًا من القدس وصولًا إلى تل أبيب. كما تساقطت شظايا صواريخ اعتراضية على بعض مستوطنات الضفة الغربية، ما زاد من حالة التوتر والقلق لدى السكان.
كما أعلن عن إلغاء عدة رحلات جوية من مطار بن غوريون، نتيجة لتصاعد التهديدات الصاروخية القادمة من اليمن، وهو ما ترك آثارًا مباشرة على حركة السفر المدني.
مخاوف أمنية متزايدة داخل إسرائيل
الحادثة أعادت للأذهان هشاشة الوضع الأمني في العمق الإسرائيلي، في وقت تتصاعد فيه التوترات في غزة. الشرطة الإسرائيلية ناشدت السكان الابتعاد عن الأجسام المشبوهة، بينما أُصيبت سيدة بجروح أثناء توجهها إلى أحد الملاجئ إثر إنذار الطوارئ. كما أُعلن مؤخراً عن تفكيك عبوة ناسفة في شارع رئيسي بتل أبيب، كانت ملفوفة بالعلم الإسرائيلي، مما زاد من المخاوف الأمنية.
الحوثيون: “إسرائيل هدف مشروع”
وفي تصريح لافت، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن صاروخاً باليستياً استهدف مطار بن غوريون مباشرة، محذراً شركات الطيران من استمرار رحلاتها إلى المطار. وأكد أن الهجمات ستتواصل “نصرة لغزة”، طالما استمرت تل أبيب في عدوانها على القطاع.
إسرائيل مستثناة من اتفاق التهدئة
ورغم إعلان واشنطن عن اتفاق لوقف إطلاق النار، أكد الحوثيون بشكل واضح أن إسرائيل مستثناة من هذا الاتفاق. لذلك، رأى مراقبون أن هذا التصريح يحمل رسالة سياسية مباشرة. فهو يشير إلى أن الساحة اليمنية ستظل جزءًا من المعادلة العسكرية، وأن الهجمات لن تتوقف ما دام العدوان مستمرًا على غزة. وبهذا، لم تعد تل أبيب بمنأى عن التهديدات الإقليمية، بل أصبحت هدفًا مباشرًا في سياق التصعيد المستمر.