في تصعيد لافت وغير مسبوق، وجّه الجيش الإسرائيلي تحذيراً صارماً بإخلاء ثلاثة موانئ حيوية في اليمن، هي: رأس عيسى، والحديدة، والصليف. هذا التحذير جاء بعد ساعات قليلة من اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية لصاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية، في ثالث هجوم يُنفذ خلال 24 ساعة فقط، ما يعكس تصاعداً خطيراً في وتيرة المواجهة الإقليمية.
دعوة للابتعاد عن الموانئ واستنفار أمني
في هذا السياق، نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس” دعوة صريحة للابتعاد عن تلك الموانئ، محذرًا من رد إسرائيلي وشيك. ويأتي هذا التحذير بعد سلسلة من الاضطرابات الأمنية التي شهدتها إسرائيل مؤخرًا. أبرزها توقف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون، نتيجة اقتراب أحد الصواريخ اليمنية من تحقيق إصابة مباشرة.
شظايا واعتراضات في الضفة الغربية
وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت عن سقوط شظايا صواريخ اعتراضية في مناطق متعددة من الضفة الغربية، فيما دوت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب، ما أحدث حالة من الهلع وأدى إلى دخول آلاف الإسرائيليين الملاجئ.
ردود إسرائيلية وتحذيرات دولية
وفي السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، إطلاق الصواريخ من قبل جماعة الحوثي بأنه “جريمة حرب”، خاصة أن ذلك تزامن مع ارتفاع منسوب التوتر الداخلي والخارجي لإسرائيل نتيجة اتساع رقعة الصراع.
الحوثيون: دعم لغزة وتصعيد مستمر
من جانبهم، أوضح الحوثيون أن ضرباتهم تأتي ضمن ما وصفوه بموقف ثابت في دعم الشعب الفلسطيني. وبحسب تصريحاتهم، فإن هذه الهجمات تمثل ردًا مباشرًا على ما يعتبرونه “حرب إبادة” تشنها إسرائيل على قطاع غزة. وبالتالي، أكدوا أن العمليات العسكرية لن تتوقف ما دامت الاعتداءات مستمرة. كما شددوا على أن تصعيدهم يحمل بعدًا سياسيًا وأخلاقيًا، ويهدف إلى كسر ما وصفوه بالصمت الدولي تجاه ما يحدث في القطاع.
انزلاق المنطقة نحو مواجهة إقليمية
وبينما تُحلّق الطائرات وتدوي صافرات الإنذار في المدن الإسرائيلية، تتجه الأنظار إلى اتساع ساحة المعركة بشكل متسارع. في الواقع، لم تعد المواجهة محصورة في غزة ولبنان، بل باتت تشمل جبهات أبعد، مثل البحر الأحمر. ومن ثم، يزداد خطر الانزلاق نحو مواجهة إقليمية شاملة. كما أن هذا التمدد الجغرافي قد يُحدث تحولًا في توازنات القوة الإقليمية، مما يفرض على جميع الأطراف إعادة حساباتهم السياسية والعسكرية.
تحول الحوثيين إلى فاعل إقليمي
هذا التصعيد يعكس بوضوح تحول الحوثيين في اليمن من مجرد فاعل محلي إلى طرف إقليمي مؤثر في مشهد الصراع. فمع تكرار الضربات القادمة من البحر الأحمر، لم تعد تل أبيب بعيدة عن مرماهم. ونتيجة لذلك، تواجه إسرائيل تحديًا جديدًا يتجاوز جبهاتها التقليدية في غزة ولبنان. كما أن التهديد المتصاعد من الجنوب يدفعها إلى إعادة ترتيب أولوياتها العسكرية، خصوصًا في ظل التوتر الداخلي المتزايد. وبالتالي، تتجه الأزمة نحو مزيد من التعقيد، مع اتساع رقعة المواجهة بشكل غير مسبوق.