خلال زيارته إلى السعودية، نجح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في عقد سلسلة من الصفقات الضخمة التي تتجاوز قيمتها الإجمالية 600 مليار دولار، في خطوة تفتح آفاقًا اقتصادية جديدة بين واشنطن والرياض، وتعكس التحولات العميقة في توجهات الاستثمار بين البلدين.
الذكاء الاصطناعي في قلب التعاون السعودي الأميركي
في قلب هذه الاتفاقات، يبرز الذكاء الاصطناعي كعنوان للمستقبل؛ حيث أعلنت شركة “أمازون ويب سيرفيسز” تعاونها مع شركة “هيوماين” السعودية لإنشاء “منطقة ذكاء اصطناعي” باستثمارات تتخطى 5 مليارات دولار. وفي الاتجاه ذاته، تدخلت شركة الرقائق الأميركية “إيه إم دي” بشراكة مع “هيوماين” لتطوير بنية تحتية متقدمة بقدرة حوسبية تصل إلى 500 ميغاوات خلال خمس سنوات، بكلفة تبلغ 10 مليارات دولار.
استثمارات سعودية ضخمة في قطاع البيانات والطاقة
في قطاع البيانات والطاقة، تقدّمت شركة “داتافولت” السعودية بمخطط ضخم يستهدف استثمار 20 مليار دولار داخل الولايات المتحدة. ويأتي هذا التوجه بهدف دعم مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وتعزيز البنية التحتية للطاقة. ومن جهة أخرى، لم تتأخر الشركات التكنولوجية الكبرى في الانضمام إلى هذا الحراك، إذ أعلنت كل من غوغل، وأوراكل، وسيلزفورس، وأوبر عن استثمارات مشتركة مع شركاء سعوديين، تجاوزت قيمتها 80 مليار دولار، مما يعكس حجم التعاون المتنامي بين الجانبين.
مشاريع بنية تحتية عملاقة تقودها شركات أميركية
من جانب آخر، حظيت مشاريع البنية التحتية بحصة كبيرة من التعاون، إذ فازت شركات استشارات أميركية بعقود لتنفيذ مشاريع عملاقة مثل مطار الملك سلمان ومدينة القدية. ويُذكر أن صادرات الخدمات الأميركية في هذا المجال بلغت نحو ملياري دولار.
وبالانتقال إلى قطاعي النقل والطاقة، فقد شهد هذا المجال توقيع اتفاقات بارزة لتوريد توربينات غاز وطائرات مدنية. وقد جاءت هذه الاتفاقات مع شركتي “جي إي فيرنوفا” و”بوينغ”، بقيمة إجمالية بلغت 19 مليار دولار. ويظهر هذا التعاون المتقدم مدى عمق الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والسعودية، خاصة في القطاعات الحيوية والاستراتيجية.
القطاع الصحي والمالي يدخلان بقوة على خط التعاون
الصحة والمال كان لهما دور كذلك؛ حيث أعلنت “شامخ فور سوليوشنز” عن مشروع لمصنع محاليل وريدية في ميشيغان بقيمة 5.8 مليارات دولار، في حين وقّعت “حصانة للاستثمار” مذكرة تفاهم بقيمة 150 مليون دولار مع “فرانكلين تمبلتون”.
شراكات استراتيجية بقيادة أرامكو وإنفيديا
أرامكو لم تغب عن المشهد، إذ كشفت عن شراكات مرتقبة مع شركتي “نيكست ديكيد” و”سيمبرا”، بينما أعلنت “إنفيديا” شراكة استراتيجية مع “هيوماين”، واختتمت “بركان ورلد إنفستمنتس” بتوقيع اتفاقات استثمارية قيمتها 15 مليار دولار.
في النهاية، تُظهر هذه الاتفاقات المتنوعة في قطاعات النقل، والطاقة، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية مدى اتساع وعمق الشراكة الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة. زيارة ترامب لم تكن مجرد حدث سياسي، بل منصة لتحالفات اقتصادية ترسم ملامح جديدة للتقارب الأميركي-السعودي.