في لحظة بدت عابرة لكنها تحولت إلى موجة عاطفية جارفة، اجتاحت لقطة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، بعد أن التُقطت له صورة بلقطة عفوية وهو يضع يديه على صدره تعبيراً عن سعادته بقرار رفع العقوبات الأميركية عن سوريا.
رمز يتجاوز الإيماءة
اللقطة التي تزامنت مع إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن القرار، لامست مشاعر السوريين الذين رأوا فيها أكثر من مجرد إيماءة. فقد اعتبرها كثيرون تجسيداً للصدق والوفاء، ورسالة أخوّة من قلب الخليج إلى قلب الشام. سرعان ما تحولت هذه الحركة العفوية إلى رمز متداول، غزت بها الصور والكاريكاتيرات والتصميمات الرقمية منصات التواصل، وصارت بمثابة أيقونة جديدة في الذاكرة الشعبية. كما أظهرت مقاطع فيديو خروج السوريين إلى الشوارع احتفالاً، رافعين الأعلام السعودية ومرددين شعارات الامتنان، تعبيراً عن الفرح بالدعم العربي.
مبارك ياسوريا العظيمة
مبارك ياشعبنا الصامدشكرا السعودية قيادة وشعب pic.twitter.com/dMFaTPhfVE
— محمد الفيصل || M . faisal (@mhmdfaisel) May 13, 2025
ترجمة فعلية للدور السعودي
واستقبل السوريون تلك اللحظة باعتزاز كبير، واعتبروها ترجمة فعلية للدور السعودي في كسر العزلة الدولية عن سوريا. وعلّق مدونون بأن هذه الإشارة “الصغيرة” كانت أكبر من كل الخطب، وأنها ستبقى محفورة في الوجدان أطول من سنوات الحصار والدمار التي عانوها.
حركة ( يد ) سمو سيدي #ولي_العهد أصبحت
أيقونة فرح للسوريين في العالم ..
#محمد_بن_سلمان_ينتصر_لسوريا#ترامب_في_السعودية #أحمد_الشرع #الرئيس_الأميركي_في_الرياض@AzizbagBag https://t.co/q3Ona11F2P pic.twitter.com/UQqoghSjeR
— ام فهد-الريم 💛💙 (@Reem32Rm) May 13, 2025
امتنان شعبي وتضامن عربي
مع تصدر اسم محمد بن سلمان قائمة الترند في سوريا، بدأت عبارات الشكر تنهال على المملكة العربية السعودية. لم يأتِ هذا التقدير من فراغ، بل كان اعترافًا واضحًا بدورها السياسي، وأيضًا بموقفها الإنساني والأخلاقي تجاه سوريا. في الوقت نفسه، لم يغفل السوريون الإشادة بدعم قطر وتركيا، إذ شددوا على أن التنسيق بين هذه الدول الثلاث لم يكن عابرًا، بل عكس مشهدًا جديدًا من التضامن العربي الحقيقي. ومن خلال هذا التكاتف، شعر السوريون بأن هناك من يقف إلى جانبهم في لحظة مصيرية من تاريخهم.
من التفاعل الرقمي إلى الاحتفال الشعبي
ولم تتوقف التفاعلات على الإنترنت فقط، بل خرجت مواكب من السوريين إلى الشوارع احتفالاً، حاملين الأعلام السعودية، ومرددين شعارات الشكر والامتنان. مشهد جماهيري عبّر عن أن السياسة ليست فقط قرارات، بل أيضاً مشاعر صادقة تختصرها أحياناً حركة يد.
في النهاية، لم تكن حركة اليد التي قام بها الأمير محمد بن سلمان مجرد لفتة عابرة، بل تحولت إلى رمز مؤثر تجاوز السياسة ووصل إلى القلوب. ومن خلال هذا المشهد، شعر السوريون بأن هناك من يشاركهم الأمل ويقف إلى جانبهم بعد سنوات من العزلة والمعاناة. وبفضل التفاعل الشعبي والدعم العربي المشترك، بدا أن صفحة جديدة بدأت تُكتب في العلاقة بين سوريا ومحيطها، تحمل في طياتها رسائل إنسانية قبل أن تكون سياسية.