في زيارة وُصفت بأنها الأولى من نوعها، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إعجابه الكبير بأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واصفاً إياه بـ”القائد العظيم” الذي يقود بلاده نحو نهضة استثنائية. وأكد ترامب أن العلاقات بين واشنطن والدوحة بلغت ذروتها، قائلاً: “وصلنا إلى أعلى مستويات الشراكة في التاريخ”.
اتفاقيات اقتصادية بارزة
الزيارة التي امتدت لساعات، شملت مباحثات ثنائية تناولت ملفات إقليمية ودولية، وشهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة، من أبرزها صفقة مع شركة بوينغ الأميركية تجاوزت قيمتها 200 مليار دولار.
كما استغرقت المباحثات بين الرئيسين أكثر من ساعتين، وشارك في الاجتماعات وفد أميركي رفيع المستوى، ضم وزيري الخارجية والدفاع، ووزير الخزانة، إلى جانب كبار مسؤولي البيت الأبيض والمبعوثين الأميركيين ستيفن ويتكوف وآدم بولر.
خطاب ترامب في مأدبة العشاء
وفي حديثه خلال مأدبة عشاء رسمية في قصر لوسيل، أقامها الشيخ تميم على شرفه، قال ترامب: “أشعر بالفخر لكوني أول رئيس أميركي يزور قطر”، مشيداً بما وصفه بـ”التحول الهائل الذي شهدته البلاد”، وأضاف: “أنتم تبليتم بلاء حسناً، والنتائج واضحة على أرض الواقع”.
الدور الإقليمي لقطر
كما أبدى ترامب إعجابه بالدور الإقليمي الفاعل الذي تلعبه قطر، خصوصاً في قضايا الوساطة، مشيراً إلى مساهمة الدوحة الحاسمة في تحرير الرهينة الأميركي عيدان ألكسندر، ودورها المستمر في دعم جهود التهدئة بغزة. وقال: “نأمل أن تواصل قطر مساعدتنا في الملف الإيراني… فربما ننقذ بذلك ملايين الأرواح”.
وفي تصريحات لاحقة، قال ترامب: “سنفعل لقطر أموراً ستسرهم”، في إشارة إلى التزام أميركي بدعم الدوحة.
مراسم الاستقبال الرسمية
الاستقبال الرسمي الذي حظي به ترامب عكس دفء العلاقات بين البلدين، حيث كان في استقباله الشيخ تميم وحرمه الشيخة جواهر آل ثاني، وسط عروض تراثية قطرية رسمية.
وقد شارك في مراسم الاستقبال عدد من مسؤولي الشركات الأميركية التي أبرمت صفقات مع قطر على هامش الزيارة، ما يعكس الأبعاد الاقتصادية المهمة للحدث.
دلالات سياسية للزيارة
زيارة ترامب لقطر لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل حملت في طياتها مؤشرات على تحوّل مهم في السياسة الأميركية، حيث غابت إسرائيل عن جدول الزيارة، وحضرت قطر بثقلها الإقليمي وحنكتها الدبلوماسية، ما يعكس إعادة رسم خارطة العلاقات في الشرق الأوسط.
المراقبون أشاروا إلى أن الاتفاقات التي وُقعت خلال الزيارة لم تَخضع لأي تنسيق مباشر مع تل أبيب، في سابقة تعكس تحوّلاً في نبرة الخطاب الأميركي تجاه حلفائه في المنطقة.
قطر كنموذج قيادي
لقد باتت قطر، وفق تعبير ترامب، “نموذجاً للنجاح والقيادة الحكيمة”، ما يرسّخ مكانتها كقوة إقليمية ذات تأثير عابر للحدود.