في واحد من أكثر الأيام دموية منذ بدء العدوان، ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 63 شهيداً ومئات الجرحى، جراء تصعيد غير مسبوق من قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي كثّفت غاراتها الجوية منذ فجر الخميس، بالتزامن مع جولة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
مجزرة في خان يونس ونقص طبي حاد
أكثر من ثمانية منازل دمّرت بالكامل في مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد 26 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وفق ما أكدته مصادر طبية لمراسل الجزيرة. وأضافت أن مجمع ناصر الطبي هناك بات عاجزاً عن استيعاب أعداد الجرحى والشهداء، وسط نقص كارثي في المستلزمات الطبية.
كما استشهد فلسطينيون وأصيب آخرون في قصف على بلدة بني سهيلا، في حين استُهدفت غارات أخرى بلدتي خزاعة وقيزان شرقي وجنوبي خان يونس، مما أسفر عن سقوط مزيد من الضحايا.
اتساع رقعة الغارات في غزة
لم يقتصر الدمار على خان يونس فحسب، بل امتد ليشمل مناطق أخرى في القطاع. إذ استهدفت الغارات الإسرائيلية أحياء دير البلح والتفاح وشارع الوحدة في مدينة غزة، وأسفرت عن سقوط مزيد من الضحايا. وفي السياق نفسه، شهدت جباليا شمال القطاع فاجعة جديدة، حيث استُشهد سبعة أفراد من عائلة واحدة بعد قصف منزلهم. إلى جانب ذلك، واصلت طائرات الاحتلال غاراتها على مناطق بيت لاهيا وخزاعة، مما تسبب في إصابات خطيرة بين المدنيين، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية المتاحة.
استمرار القصف على الشجاعية وإخلاء مجمع الشفاء
يواصل حي الشجاعية في غزة معاناته، إذ يتعرض منذ ما يقارب 50 يوماً لعملية عسكرية متواصلة. ومؤخراً، شهد الحي قصفاً جوياً ومدفعياً جديداً، ما دفع الطواقم الطبية إلى إجلاء عشرات المرضى من مجمع الشفاء الطبي بعد استهداف محيطه بشكل مباشر. ورغم أن الاحتلال صنّف هذه المنطقة ضمن ما يسميه “مناطق آمنة”، فإن الغارات المتكررة كشفت زيف تلك المزاعم، وزادت من حالة الهلع بين المدنيين المحاصرين.
استهداف متصاعد للمرافق المدنية والإنسانية
وفي تصعيد لافت، استهدفت إسرائيل خلال الساعات الماضية مستشفيين وست مدارس وثلاثة مراكز إيواء للنازحين، مخلفةً دماراً واسعاً وخسائر بشرية كبيرة، في ظل صمت دولي وتواطؤ أميركي واضح. كما شيّع فلسطينيون في غزة جثامين أربعة شهداء قضوا في غارات متفرقة على حي الشجاعية، ونُقلوا إلى مستشفى المعمداني الأهلي العربي.
إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يتعرض قطاع غزة لما يمكن وصفه بإبادة جماعية، خلفت حتى الآن نحو 173 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، في مشهد مأساوي يلخص معاناة شعب محاصر، تُسفك دماؤه بلا رادع.
وقد أسفرت الغارات أيضًا عن استشهاد صحفي فلسطيني إلى جانب الضحايا المدنيين، بينما لا يزال أكثر من 11 ألف فلسطيني في عداد المفقودين حتى اللحظة، في ظل انهيار كامل للخدمات الصحية والإنسانية داخل القطاع.