رغم التصعيد الإسرائيلي المتواصل، ما زالت عمليات المقاومة في الضفة الغربية تثبت فشل الإستراتيجية الأمنية التي ينتهجها الاحتلال. هذا ما أكده الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، مشيرًا إلى أن الضربات الفدائية، خاصة الفردية منها، تواصل اختراق الحواجز الأمنية، وتضع الاحتلال في حالة استنزاف دائم.
تصاعد الهجمات الفدائية رغم التعزيزات
ففي أحدث الهجمات، أصيب إسرائيليان بجروح خطيرة إثر إطلاق نار استهدف مركبتهما قرب مستوطنة “بروخين” غرب سلفيت، وهي العملية الرابعة من نوعها خلال أربعة أشهر في نفس المنطقة، رغم تعزيزات عسكرية واستخباراتية مكثفة.
فعالية العمليات الفردية وتحديات الرصد
يرى الفلاحي أن طبيعة هذه العمليات، التي ينفذها أفراد بمبادرات شخصية وبتخطيط بسيط لكن ذكي، تجعل من الصعب التنبؤ بها أو إحباطها. فهي لا تحتاج إلى قدرات تنظيمية كبيرة، ما يقلل من فرص رصدها استخباريًا. ويضيف أن هذه “العمليات المنفردة” أكثر فاعلية من العمليات الجماعية، لأنها تنطوي على معلومات محدودة ومحصورة بشخص أو اثنين، ما يصعب على أجهزة الأمن تعقب منفذيها أو التنبؤ بها.
ضعف السيطرة الأمنية بسبب نقص القوى البشرية
كما أشار إلى أن الاحتلال يعاني أساسًا من نقص في القوى البشرية، ما يقلل من قدرته على السيطرة الأمنية الكاملة، خاصة في ظل تكرار العمليات في مناطق سبق وأن شهدت استنفارًا واسعًا.
التأييد الشعبي يعزّز العمليات الفردية
ويشير العقيد الفلاحي إلى أن ما يعمّق أزمة الاحتلال في الضفة الغربية هو اتساع رقعة التأييد الشعبي للمقاومة، إذ باتت بيئة الضفة أكثر احتضاناً للعمليات الفردية، ما يصعّب على الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية رصد التحركات قبل وقوع الهجمات. ويؤكد أن المقاومة باتت أكثر مرونة في التكيّف مع المستجدات الميدانية، وهو ما يظهر في قدرتها على تغيير تكتيكاتها ومواقع تنفيذها، متجاوزة نقاط التفتيش والرقابة الأمنية.
أزمة الاحتلال: تآكل الثقة بالحلول العسكرية
ويرى الفلاحي أن الاحتلال الإسرائيلي يواجه اليوم معضلة مزدوجة: تصاعد عمليات المقاومة في مناطق يُفترض أنها “مضبوطة أمنياً”، وتآكل الثقة في نجاعة الحلول العسكرية. ويضيف أن استمرار هذه العمليات رغم الحملات العسكرية المتكررة يبعث برسالة واضحة بأن المقاومة في الضفة لم تعد استثناء، بل باتت ظاهرة متجذّرة، وأن محاولات إخضاعها بالقوة وحدها محكوم عليها بالفشل.